استقبل البابا يوحنا بولس الثاني رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أمس الخميس وأدان مجددا الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل بالضفة الغربية. وقال بولس الثاني في كلمة علنية مقتضبة بعد لقاء خاص استمر خمس دقائق مع قريع يجب ألا ينزلق أحد لاغواء تثبيط الهمم ناهيك عن الكراهية أو الانتقام. الوفاق هو الذي تحتاجه الارض المقدسة.. التسامح وليس الانتقام.. الجسور وليس الجدران. وهذه المرة الثانية التي يدين فيها بابا الفاتيكان الجدار العنصري الفاصل الذي يتوغل في الضفة الغربية. ففي نوفمبر الماضي أبدت اسرائيل استياء عندما أدان البابا الجدار لاول مرة قبيل أيام من زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لايطاليا. وقرر شارون ألا يطلب لقاء البابا خلال زيارته. ودعا البابا لانهاء سلسلة الهجمات والانتقامات في دعوة للفلسطينيين فيما يبدو للتحلي بالهدوء. وكان نشطاء قد دعوا لشن هجمات جديدة على اسرائيل بعد غارة شنتها أمس الاربعاء في قطاع غزة وقتلت فيها 15 فلسطينيا. وأضاف البابا الذي قام بزيارة تاريخية لفلسطين المحتلة عام 2000 ان بارقة الامل لم تختف تماما لكن الوضع المحزن في الارض المقدسة يسبب للاسف معاناة للجميع. وحث البابا المجتمع الدولي على مساعدة كافة زعماء المنطقة على أن يسلكوا طريق الحوار والتفاوض الذي يؤدي الى سلام دائم. وفرضت اجراءات أمنية مشددة حول الفاتيكان بسبب زيارة قريع بالاضافة الى زيارة قام بها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ورئيس كولومبيا ألفارو أوريبي. كما استقبل بولس الثاني أمس كمال خرازي وزير خارجية ايران. وخلال اللقاء اكد خرازي والبابا اهمية الحوار بين الاديان ودعم جهود السلام. والتقى البابا ايضا بالرئيس الكولومبي الفارو اوريبي. وقبل اللقاء قدم اوريبي للبابا اعضاء الوفد المرافق له وطلب منه مباركة جهودهم لتحقيق السلام في كولومبيا. وناقش بولس الثاني مع خرازي مسألة الحريات الدينية والثقافية. وقال ان وجود خرازي في الفاتيكان مؤشر على التعاون الذي ميز العلاقات الرسمية بين الفاتيكانوايران طوال اكثر من خمسين عاما. واضاف: المهم في هذا المجال هو الالتزام المستمر بحماية كرامة البشر وحقوقهم الثابتة خاصة في الجهود التي تهدف الى الوصول الى تفاهم اكبر بين الشعوب على مختلف دياناتها وثقافاتها وخلفياتها العرقية.