جاء في الآية (171) عن المقلدين قوله تعالى: ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بمالا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون) فالآية الكريمة تبين أن التقليد تعطيل للإدراك والعقل.. ذلك أن المقلدين لم يتفكروا في خلق السموات والأرض وصموا عن سماع دعوة الحق وهم سلبيو المشيئة والتصرف، فلما دعاهم الداعي إلى الله ردوا بأن آباءهم كانوا لهم قدوة وأسوة لا يحيدون عنها.. فمثلهم القرآن بالسوائم والبهائم تطيع صيحات راعيها بلا تفكير ولا فهم لأوامره ولا تفقه نواهيه ولا تعقل صيحاته ونداءاته.. لما هم فيه من غي وضلال وجهل كالدواب السارحة كما قال تعالى:( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم).. ابتلاء المؤمنين وفي الآية (214) عن تربية المؤمنين..( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب).. هنا اخبار لهم بأن الابتلاء ليس مقصورا عليهم.. فمن قبلهم أوذوا في سبيل عقيدتهم وأخرجوا من أموالهم وديارهم ونزل بهم العناء والإيذاء والمحن والباساء والجهد فوق طاقتهم ولابد من التوجيه والتربية لشد العزم وصقل الروح وتقوية الإرادة وتقويم النفس..!! (وزلزلوا) بمعنى خوفوا من الأعداء كما جاء في الصحيح عن خباب بن الأرت قال: قلنا يا رسول الله الا تستنصر لنا الا تدعو الله لنا. فقال: ان من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه لا يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصرفه ذلك عن دينه. ثم قال: والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون.." * وفي حديث أبي رزين:" عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيثه فينظر إليهم قانطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجهم قريب" الحديث. عفاف عايش حسين كاتبة وتربوية