أثار رفض الأديب والقاص المغربي أحمد بوزفور تسلم جائزة المغرب للإبداع الأدبي ردود فعل متباينة بالنظر إلى الكيفية التي عبر من خلالها عن رفضه للجائزة،وإصداره لبيان لاذع موجه لإدانة الحكومة المغربية ضمنه مختلف الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار. وأجمع مختلف المثقفين والأدباء والمبدعين الذين اتصلنا بهم على أن بوزفور الكاتب المغربي حر في موقفه، ويعنيه وحده، فيما اعتبر البعض الآخر الرفض مناسبة لدعوة الحكومة إلى التعجيل بتبني مشروع التعديل الموضوع لدى أمانتها العامة والقاضي بإدخال تعديلات جوهرية على الجائزة والرفع من قيمتها المالية. وقال الشاعر والأديب ادريس الملياني رئيس لجنة تحكيم الجائزة بعد أن أعلن رفضه التعليق على موقف صاحب ققنس : أعلنا الحب على بوزفور بمنحه هذه الجائزة وفوجئنا بدورنا بموقفه، واعتذر عن تقديم أي تعليق آخر. أما حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب ونائب الأمين العام لإتحاد الكتاب العرب ، فقال إنه لا يعرف المبررات الحقيقية الكامنة خلف هذا الموقف لكنه طالب الجسد الأدبي والإبداعي المغربي بألا يتم الاستخفاف بالرفض، ودعا إلى أن يتم الوقوف عنده وتحليل أبعاده، و العمل على مراجعة بنود وقوانين الجائزة وآليات اشتغال لجانها والإختيارت المتبعة، وأن يتم الرفع من قيمة الجائزة حتى تتعدى رقم 7 آلاف دولار. وقال عبد الرحمن طنكول رئيس مؤسسة بيت الشعر بالمغرب إن أحمد بوزفور حر في موقفه على اعتبار المبدعين المغاربة جميعا متفقون على الإيمان بالفكر الحر، واعتبر موقف أحمد بوزفور بأنه جاء عن قناعة وأنه لا يدخل في إطار المزايدة أو الرغبة في لفت الأنظار، لكنه أشار إلى أن موقفه الرافض للجائزة غير جديد، وانه سبق للكثير من المبدعين أن رفضوا جوائز عالمية. وكانت وزارة الثقافة المغربية قد أعلنت عن تحديد الفائزين بالجائزة بمنح جائزة المغرب للإبداع الأدبي مناصفة لأحمد بوزفور عن مجموعته القصصية ققنس وللشاعرة وفاء العمراني عن ديوانها هيأت لك.كما كانت جائزة المغرب للدراسات الأدبية و الفنية لأحمد المديني عن كتابه تحت الشمس، فيما نال الجائزة الخاصة بالعلوم الإنسانية والإجتماعية و القانونية محمد بلفقيه عن كتابه الجغرافيا القول عنها و القول فيها، وعادت جائزة المغرب للترجمة لإبراهيم بوطالب عن ترجمته لكتاب الحماية الفرنسية بالمغرب بين الأوج والأفول تحت قيادة الجنرال نوكيس لمؤلفه وليام هويسنطن، وتم الإحتفاظ بجائزة العلوم والتكنولوجيا. وأصبحت جائزة المغرب للكتاب موعدا سنويا تحتفل فيه الأوساط الثقافية، ومناسبة لتكريم الكتاب المغاربة والاعتراف بجهودهم وعطائهم، وعملت وزارة الثقافة في السنوات الثلاث الأخيرة إلى الرفع من قيمة الجائزة وإعادة النظر في آليات منحها وخاصة عمل اللجان واختيارهم من أبرز الكتاب والمثقفين المشهود لهم بالتمكن وحسن المتابعة في مجالات تخصصهم.