يقول العالم الجليل البروفسير محمود احمد محمود بأن زراعتنا في السودان يمكن وبكل ثقة تجاوز مشكلة تدني الإنتاجية بما هو متوافر لدينا الآن من حزم تقنية حالة تبنيها بواسطة المنتجين وأن المجال متاح لتوفير المزيد من التقانات محلياً من مراكز البحث الزراعي أو نقل تقانات وانظمة زراعية حديثة ومتطورة وملائمة من خارج الحدود. ويؤكد البروفسير مأمون ابراهيم ضو البيت مدير عام الادارة العامة لنقل التقانة والإرشاد بوزارة الزراعة أن ادارته قد نجحت في الموسم الزراعي 2003/2004م عبر برنامج مشترك بين ادارته والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في اربعة مواقع مختلفة بمناطق الزراعة المطرية بولاية سنار وبمشاركة عدد من صغار المزارعين تحقيق انتاجية تتراوح بين 1015 جوالاً للفدان لمحصول الذرة وبمفردات حزم تقنية متوافرة محلياً واضاف البروفسير مأمون بأن التحدي الذي يواجه تلك النماذج هو العمل على إستدامتها وتعميمها بحيث يتبناها المزارعون على نطاق واسع. من جهة ثانية يتواصل جهد الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي في تجربة الزراعة بدون حرث حيث أستصحبت معها في هذه التجربة بعض صغار المزارعين وكبارهم بالقطاع المطري بالنيل الأزرق بمشاريعهم موسم 2003/2004م وتخطط لنقل تجربة الزراعة بدون حرث لولاية القضارف وبالتنسيق مع إتحاد مزارعي الزراعة الآلية بالولاية لموسم 2004/2005م وانها بالحق خطوة مهمة لادخال انظمة زراعية متطورة في القطاع المطري الذي يظل اكثر حاجة لكسر نمط الاسلوب التقليدي لممارسة الزراعة وتدني انتاجيته. الرأي عندي ان القطاع الزراعي بالسودان في حاجة ماسة الى مثل هذه المبادرات التطويرية والشرط الاساسي لتوطين مثل تلك الانظمة هو اثبات نجاحها فنياً واقتصادياً وبيئياً وقبولها اجتماعياً وان تجد مثل هذه المبادرات السند الرسمي والفني والمتابعة والمشاركة في تقييمها بأبعادها المشار اليها أعلاه ومعالجة اي إفرازات سالبة قبل إستفحالها إن وجدت. وفي هذا الاطار ونحن نتحدث عن تجربة الزراعة بدون حرث نرجو أن يكون هنالك رصد متكامل عن التجربة من حيث التكلفة الرأسمالية والاصول الثابتة لزراعة الفدان بالمحاصيل المختلفة لكل موسم. والتكاليف الجارية بما في ذلك مدخلات الإنتاج للفدان بالمحاصيل المختلفة لكل موسم.ومتوسط إنتاجية الفدان للمحاصيل المختلفة منذ الموسم الأول وحتى تاريخه.