عمت الضفة الغربية وقطاع غزة يوم أمس، أفراح ممزوجة بآلام ودموع وعبرت العائلات عن سعادتها واشادت بالمقاومة اللبنانية. .. قفز الطفل عبد العزيز ذو الاعوام الخمسة مع بدء نزول الاسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية، من الحافلة التي اقلتهم بعدما تجاوزت معبر المنطار (ايريز) الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل، وهو ينادي بابا بابا، هذا أنا عبد. فما كان من الاسير المحرر بكر كامل ماضي (29 عاما) الا ان رفع يديه المكبلتين بقيد بلاستيكي امام الصحافيين وطلب من طفله عبد العزيز ان يفك القيد قبل ان يحتضنه باكيا وهو يلعن السجن. وصرخ قائلا لا للسجن. ابناؤنا يكبرون من دون ان نراهم. وامضى ماضي وهو من مخيم رفح اربعة اعوام في السجون الاسرائيلية وبقي له سبعة اشهر فقط، بعد اتهامه بالانتماء لحركة المقاومة الاسلامة (حماس). وقد ترك طفله عبد قبل ان يتم عامه الاول. مشاعر الفرح اختلطت بالحزن لدى الاسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وذويهم الذين كانوا في استقبالهم عند حاجز ايريز شمال قطاع غزة مشددين على ان فرحتهم لن تكتمل من دون الافراج عن باقي الاسرى. ولم يخف ماضي فرحته باطلاق سراحه ورؤية ولديه ميسرة وعبد واهله في انتظاره لكنه عبر عن خيبة امله ازاء عدم الافراج عن ذوي الاحكام العالية. وقال شعوري ممزوج بالفرح والالم خصوصا انني تركت رفاقا اعزاء، اتمنى بل ادعو للعمل للافراج عنهم كي تكتمل فرحتنا. وشكر شأنه في ذلك شأن المفرج عنهم الاخرين، حزب الله على صفقة التبادل مع اسرائيل. واوضح كنا نعول على هذه الصفقة للافراج عن الاحكام العالية خصوصا مع انتصار حزب الله على اسرائيل. وقد وصل افراد عائلات الاسرى المفرج عنهم بالعشرات الى بيت حانون مرددين هتافات تعبر عن الفرحة وتدعو الى مواصلة الجهود لاجراء عمليات تبادل للافراج عن باقي الاسرى، ومنها يا حزب الله على الحدود علمهم خطف الجنود. اما الاسير عبد الباري القدرة (27 عاما) وهو فلسطيني مقيم في الامارات العربية اعتقل عند معبر رفح الحدودي مع مصر قبل سبعة اشهر اثناء انتقاله الى خان يونس (جنوب) لزيارة اقاربه، فلم يكن سعيدا بالافراج عنه. وقال للاسف اليوم هو موعد الافراج عني بعدما امضيت فترة محكوميتي كليا. وتابع غاضبا وضع الاسرائيليون اسمي في الصفقة وعطلوا على اسرى آخرين هم احق منا، خصوصا وان معظم المفرج عنهم تبقى لهم فترات قصيرة. وعلى بعد مئات الامتار من معبر المنطار (ايريز) وقف طاقم من افراد اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهم يرتدون زيهم الموحد قرب حاجز للامن الوطني يراقبون عملية اطلاق سراح الاسرى. وعبر ابو العبد البسيوني عن حزن العائلة لعدم تمكنها من رؤية ابنها محمد البسيوني من مدينة بيت حانون اذ تم ترحيله الى لبنان اثر الافراج عنه بعدما امضى عاما في السجون الاسرائيلية بتهمة الانتماء لحماس. وروى احمد ابو هداف (36 عاما) من اعضاء الجهاد الاسلامي من بلدة القرارة في خان يونس ان اوضاع الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية سيئة للغاية. واشار ابو هداف الذي افرج عنه قبل ستة اشهر من انتهاء مدة عقوبته (15 شهرا) ان فرحته كما الكثير من رفاقه لن تكتمل من دون الافراج عن ذوي الفترات الطويلة فهم لا زالوا في السجون يتألمون. وقد فوجئ ابو هداف بأن عائلة عمه محمد باتت مشردة بلا مأوى بعدما دمر الجيش الاسرائيلي أمس الخميس منزلها المكون من طابقين والمجاور لمنزله في البلدة. وشاطره الرأي الاسير علاء الدين شراب وهو متهم بالانتماء الى حماس وامضى قرابة عامين وبقي له عدة اشهر وقال يجب ان يفك اسر كل الاسرى موجها رسالته الى العالم يجب ان يعطوا اهمية وجدية لموضوع الاسرى. والى جانبه وقف والده المسن ذو اللحية البيضاء يقبله بحرارة وهو يقول لا نستطيع ان نفرح حتى يفرجوا عن المحكومين بفترات عالية، فهم يتألمون اكثر. ورأت ام احمد التي تحدثت امام المستقبلين بصوت عال لن يكون سلام او استقرار دون الافراج عن جميع الاسرى.