ما ان تقابل أحدهم، الا ويمطرك بقبلاته الحارة، حتى لو كنت للتو قد قابلته، ولا أعرف السبب في ذلك، وعلى الرغم من انني في بعض الاحيان اقابل تلك القبلات ببرود شديد، الا ان الطرف الاخر يترجمها على انها أدفأ لحظة في حياتي، ويستمر في تلك القبلات. ظل المجتمع العربي محافظا على هذه (التقاليد) معترفا بأهمية القبلات في العلاقات، وهاهو العيد يطل علينا، وهنا لامفر من تلك القبلات الحارة، وسيقبلنا من نعرفه ومن لانعرفه.. أترى تفسيرا آخر لذلك، غير اننا نعاني من افتقاد الحب الساخن والرومانسية مع احبائنا وأقاربنا، لذا ننفس عن ذلك بتقبيل كل من نقابل. وأيضا أجد ان طريقتنا في السلام، مملة وعقيمة، لم تتغير، ولم تتطور، رغم ان كل شيء من حولنا قد تغير، فما ان تصافح أحدهم، الا وأمطرك باسئلة مكررة، لا تسمن ولاتغني (من شوق)، فاحدهم يكرر عليك: كيف حالك؟!.. ثم (وشلونك؟!).. وبعدها عساك بخير، ثم عساك طيب؟!..ويردفها ب (بشرني عنك) وبعد ان ينتهي من هذا الكلام الفارغ المكرر، يبدأ بسؤالك مرة أخرى قائلا: وكيف الحال؟!. وهنا سأعترف لك عزيزي القارىء بسر، وارجو ان يظل في الكتمان.. فالسر اذا خرج عن ثلاثمائة مليون واحد، لايصبح سرا، والسر هو اننا معشرالعرب نعشق الكلام، لذا اخترعنا الشعر والادب،وبما ان الكلام يخرج من الفم،ويحرك الشفتين، لذا نحن نعشق القبلات، واظن ان هذا هوالسر خلف كلامنا الفارغ وقبلاتنا الحارة. وبالمناسبة، هناك شيء آخر، أود ان الفت النظر اليه هنا، وهو اننا اذا اردنا ان نلتقط صور تذكارية لاحد، نقول له: قل (تشيز).. وهي كلمة بالانجليزي تعني جبنة، وهذه الكلمة اذا قلتها اثناء التصوير تخرج صورتك مبتسما، واظن انه قد حان الوقت كي نغيرها بكلمة شعبية، وهي (مطازيز) تلك الاكلة الشعبية التي تؤدي نفس الغرض. حاول ان تجربها عزيزي القارىء فستجد ان شفتيك ستنفرجان، تماما كما كانت تنفرجان مع (الجبنة) وعندها سنتعلم الابتسام، وقد تساعدنا هذه الابتسامات على اختصار كل الجمل الزائدة في حياتنا.