كثرت حوادث السيارات وكثرت الوفيات بسبب تلك الحوادث اما بسبب السرعة وهذا غالبا واما بسبب التفحيط دون مراعاة لتقلبات الجو ودون النظر في العواقب الوخيمة ودون الاتعاظ بالآخرين الذين لقوا مصرعهم فكم من شاب افجع والديه ووالدا اناس آخرين اركبوا معهم شلة من الشباب من هواة التفحيط ومن هواة المعاكسات ومن هواة محبي الاغاني ومن هواة التقليد الاعمى.. اللباس وحلق الرأس وقاد بهم السيارة وبدأ يستعرض بهم في الساحة بعمل تفحيطات متنوعة وربما كتب على زجاج سيارته كلمات تدل على خبثه.. كلمات الحب والغرام والعشق وماهي إلا لحظات واذا بالسيارة تتقلب او تصدم بسيارة اخرى ولك ان تتخيل عظم الكارثية وفيات وجرحى وحالات في حالة اغماء. انني اعلم يقينا ان هذا الشاب لو يعلم انه سيموت بعد ساعات لم يركب مع هؤلاء فالموت يأتي بغتة ما هناك مقدمات او دلائل تدل على الموت حتى يحتاط اذا رآها يسلك طريق الخير والهدى والرشاد حتى يختم له بحسن الخاتمة، لذلك يجب على كل من آمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ان يعمل الصالحات ويداوم على فعل الطاعات حتى يلقى الله وهو على عمل صالح، ويصلي صلاة مودع فربما لايدرك الفريضة التي بعدها فكيف يليق بشاب مسلم يعلم ان الموت امامه ويأتي بغتة ومع ذلك يسوف في التوبة ولايخاف من ان يهجم عليه الموت اما في حادث سيارة او مرض لم يمهله طويلا واما سكتة قلبية وهو على معصية والعياذ بالله؟. فيامن شغلته الدنيا عن الآخرة ويامن غره طول الامل انتبه واحذر واعمل. يامن بدنياه اشتغل وغره طول الامل.. الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل. وقال صلى الله عليه وسلم (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني) فاعتبر اخي الشاب واحذر جلساء السوء فالحياة فرصة واحدة والعمر محدد والقبر اما روضة من رياض الجنة واما حفرة من حفر النار. كم من شاب هداه الله ونور قلبه التحق بركب الصالحين فكان من الصالحين وكان قبل ذلك من المفحطين من العاصين حمد الله على نعمة الهداية وحمد الله على انه لم يمته على معصية ولو اماته على تلك لخسر الدنيا والآخرة. فيا اخي الشاب اطلب منك زيارتين فيهما العبرة الاولى زيارة للمستشفى لترى احوال المرضى ولترى نتائج حوادث السيارات فذاك مغمى عليه وذاك في العناية المركزة وثالث ينتظر دخول غرفة العمليات وآخر مكسر الاعضاء.. الخ، والزيارة الثانية للمقبرة لترى كيف تساوت القبور من ظواهرها ولم تتساو في بواطنها وياليتك تشاهد كيف يغسل الميت وكيف يدخل قبره. @@سعد صالح الغريب