مجالس الأحساء الأدبية مملة وتفتقر للجدية

د.محمد الهرفي ل اليوم :

د. محمد بن علي الهرفي بدأ نجمه يلمع منذ 33 عاما حيث تخرجه في جامعة الرياض وسطع نجمه في سماء الإعلام والبحث والفكر والثقافة وقبلها الأكاديمية والإدارة والاستثمار ولكل منها مرحلة.. أما الثقافة والحوار والفكر فقد استمر سطوعها وآخرها أطروحاته الوطنية الجريئة التي أهلته للمشاركة في حوارات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وله آراء حاولنا أن نستطلعها من خلال الحوار التالي الذي اعترف فيه بتفوقه على أساتذته.. وبرتابة المجالس الأدبية في الأحساء وأن مثقفي الأحساء لم يستوعبوا الثقافات الجديدة أما الوسط الجامعي فلا أثر له على الاطلاق لأنها تعمل على التلقين.. ووصف تواضع علماء الأحساء بجهل الحقائق وعدد المثقفين الذين يسيرون في ركب الحكام ورغم تغير العالم فإن مقص الرقيب بقي كما هو.. وشدد على الحوار لأنه مطلب وطني وهدف إسلامي وبه يقوى المجتمع بكل فئاته.. وفي البداية إليكم السيرة الذاتية لضيفنا العزيز..
من عالم المصارف الى الجامعة
في البداية يحدثنا عنها د. محمد بن علي الهرفي فيقول: ولدت في مدينة الرياض عام 1368ه وفيها أكملت دراساتي الأولى إذ أنني تخرجت في جامعة الرياض ومن قسم اللغة العربية سنة 1391ه ثم أكملت مرحلة الماجستير في القاهرة ومن كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أما الدكتوراة فكانت من كلية الآداب في جامعة الإسكندرية سنة 1399ه وكان موضوع الرسالة (شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام).. وعملت في رئاسة تعليم البنات كما عملت في وزارة الإعلام وكذا في شركة الراجحي المصرفية للاستثمار وأخيراً استقر بي المقام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في فرعها بالأحساء.. طبع لي ثمانية عشر كتاباً ولي العديد من الأبحاث كما أنني أشارك في أجهزة الإعلام وفي المحاضرات والندوات العامة داخل المملكة وخارجها.
سنن الحياة
@ تتلمذت على يد من وهل تفوق الطالب على أستاذه ومن تتلمذ على يديك ومن فشلت معه؟ ومن فشل معك؟
* تتلمذت على يد الكثيرين داخل دور العلم وخارجها واستفدت من كل أساتذتي، كما أنني علمت الكثيرين كذلك وآمل أن يكونوا قد استفادوا مما علمتهم. قد يتفوق الطالب على أستاذه أحياناً وهذه من سنن الحياة خاصة إذا كان الأستاذ لم يطور قدراته العلمية وفعلها الطالب..
تقلص الدور العلمي للاحساء
@ المجالس الأدبية بالأحساء إيجابيات وسلبيات.. ماذا تقترح لتطوير الأداء؟
* الأحساء بلد يتسم بالروح العلمية منذ القدم وكان موئل الكثيرين حيث وفدوا إليه طلباً للعلم لاسيما أن هذا البلد يتسم بتنوع المعارف وكثرتها وسماحة العلماء ودماثة أخلاقهم. ومازال هذا البلد يعطي الكثير، لا أقول إنه كسابق عهده ويبدو أن إحجام المتعلمين من ناحية وعدم قيام العلماء بدورهم كما ينبغي من ناحية أخرى أدى إلى تقلص الدور العلمي للأحساء ومع هذا فكما قلت لا تزال مؤهلة وقادرة على العطاء.. ولهذا فليس من المستغرب وجود مجالس أدبية فيها لهذه المجالس إيجابيات لعل من أهمها دفع الحركة العلمية قدر الإمكان وتجميع المثقفين وهذا بحد ذاته مكسب للثقافة إذا أدى هذا إلى التعارف والتعاون واستفادة بعضهم من البعض الآخر، وبدون شك هناك سلبيات لهذه المجالس لعل من أبرزها عدم اختيار موضوعات جيدة للمناقشة والحوار حولها فمعظم هذه المجالس تطرح موضوعات لم تعد تثير اهتمام الأغلبية إذا تغيرت عقليات الناس واهتماماتهم وفوق هذا ليست هناك دقة في اختيار المتحدثين حتى كأنه يبدو أن بعضها يحاول ملء الفراغ فقط وهذا يجعلها مملة وينفر من حضورها . اذا أريد لهذه المجالس أن تتقدم فلا بد من تجاوز السلبيات التي ذكرتها ولابد كذلك ان يعرف القائمون عليها انه لابد من التضحية المادية اذا كانت هناك جدية في استثمار هذه المجالس وأعني انه لابد من استضافة أشخاص اكفاء من خارج المنطقة والتعرف عليهم كما أن هؤلاء يجب ان يعرفوا حجم التطور والتغير الثقافي في المجتمع وأنه لكل ذلك لابد أن يسايروا هذا التطور في حسن اختيار الموضوعات وكذا من يتحدث عنها.
عقلية ادارة النادي
@ هل أسهمت المجالس الأدبية في التشكيل الثقافي بالاحساء.. وكيف ترى أثر النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية على ثقافة الاحساء ومثقفيها وماذا عن عريضة المطالبة بنادي الاحساء؟
الإجابة السابقة تتضمن الإجابة عن الشق الأول من السؤال المتعلق بالمجالس الأدبية اما النادي الأدبي في المنطقة فلا أحسب أنه قام بدوره كما ينبغي رغم مرور سنوات طويلة على قيامه ويبدو ان العقلية التي يدار بها لم تستوعب بعد المتغيرات السريعة التي يمر بها مجتمعنا وأملي أن يدركوا كل هذا ليكون لهذا النادي دور في هذه المنطقة ينفع بها المثقفين وينمي ثقافة ابناء المنطقة اما نادي الاحساء فهناك أمل كبير في تحقيقه وذلك بعد إكمال إجراءات ضم الأندية لوزارة الثقافة والإعلام.
إقصاء ثقافة الشباب
@ يصف أحد النقاد ثقافة الاحساء بأنها شاخت .. ما تفسير ذلك؟
* لا اتفق مع هذا القول على الإطلاق , فأنا ارى ان بعض أدباء الاحساء لم يطوروا معارفهم ولم يستوعبوا الثقافات الجديدة التي بدأت تغزو شبابنا وبكل قوة.. فهم بهذا المعنى بعيدون عن الثقافات الحديثة وهذا يعني بالتالي أن أدبهم قد شاخ , ولكن ليس كل ادباء الاحساء بهذه الكيفية فهناك آخرون ذوو ثقافات متعددة الجوانب ومواهبهم وقدراتهم متجددة ولهم حضور واضح على الساحة الثقافية وبالتالي فإن ثقافة الاحساء لم تشخ كلها ولعل ذوي الثقافات المتجددة يريدون تلك الصورة وذلك بحضورهم القوي وانتاجهم المتميز وهم مؤهلون لذلك كما اعتقد.
إصلاح المجتمع
@ ماذا يعني الاعلام عامة والصحافة على وجه الخصوص؟
الإعلام من اهم مصادر تشكيل ثقافة الأفراد فإذا صلح صلحت هذه الثقافة وإذا فسد فسدت كذلك . والصحافة بطبيعة الحال جزء من تلك المنظومة فهي تجذب عددا لا يستهان به من القراء فهي بالتالي عليها دور في إصلاح المجتمع ينبغي أن تقوم به.
جامعات بلا هدف
@ ما أثر الوسط الجامعي في الاحساء على الإنتاج الأدبي والثقافي فيها؟
ليس له أثر على الاطلاق , فالجامعات الموجودة تكتفي بتلقين طلابها بعض المعلومات.. ينسون معظمها بعد الامتحان ولا شيء أكثر من هذا , والمؤكد أن الجامعات لا تعرف دورها الحقيقي في المجتمع رغم وجود بعض التعليمات التي تحمل اسم وصفة خدمة المجتمع.
واذا استعرضت ثقافة الشباب الجامعيين عرفت مدى تقصير الجامعات في أداء دورها.
الإنسان لا يدعي العصمة
@ يقول الإمام الشافعي (قولي خطأ يحتمل الصواب وقول غيري صواب يحتمل الخطأ) ما تعليقك؟
هذا من أجمل أنواع الكلام فالإنسان لا يدعي العصمة والكمال فقد يكون كلامه خطأ في بعض الأحيان وغيره أصوب منه , وهذا مدخل مهم لاحترام الآخرين واعطائهم حقهم من التقدير وعدم الغرور وادعاء الكمال.
جهل الحقائق
@ تواضع العلماء الجم أخفى كثيرا من العلوم والآداب بالاحساء فما تعليقك؟
هذا النوع لا أسميه تواضعا بل هو جهل بحقائق الأمور وبالدور الذي يجب أن يقوم به هؤلاء.. فالتواضع لا يعني الاحتجاب وعدم نفع الآخرين وخدمة المجتمع بكل الوسائل , نعم اتفق معك في ان هناك علماء في الاحساء لا يريدون إبراز علمهم وانتاجهم وهذا مرة أخرى ليس تواضعا كما احسبه بل هو عدم فهم الأولويات.
الدفاع عن بلادنا
@ هل قام المثقف العربي على وجه العموم والمثقف السعودي على وجه الخصوص بدوره حول الحملات المسعورة من الغرب ضدنا وضد معتقداتنا؟
المثقفون قاموا ببعض الأدوار حسب طاقاتهم سواء في الدفاع عن السعودية أو العالمين العربي والإسلامي لكن هناك عقبات تقف في وجه البعض واهمها عدم إدراك أهمية دور المثقفين، وهذا يعطي فرصة كبيرة لأعداء الأمة ليقولوا الكثير عن العرب وبلادهم . وهنا لابد من تضافر الساسة والمثقفين ليعملوا معا في الدفاع عن بلادنا وبلاد العرب عامة .
قضايانا المعاصرة
@ أي الكتاب تحرص على متابعة إنتاجهم ولمن تقرأ وفي أي التخصصات ؟
أقرأ في كل التخصصات ولكل الكتاب على اختلاف مشاربهم وآرائهم وإن كنت أفضل قراءة الكتب الثقافية التي تتناول الحديث عن قضايانا العربية والإسلامية وكذا علاقة هذا العالم الذي نعيش فيه بالعالم كله ..
التقريب بين الثقافات
@ التقنية الاتصالية الحديثة هل وسعت من الفجوة أم قربت الأطراف الثقافية العربية ؟
التقنية الحديثة تقرب بين كل أصحاب الثقافات كما أنها تمدهم بكل أنواع الثقافة، وأهم هذه التقنيات الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وكذا الخدمات الحديثة الموجودة في المكتبات الكبرى والجامعات .
السياسة والثقافة
@ من يؤثر على الآخر.. السياسة على الثقافة أم الثقافة على السياسة ؟
في عالمنا العربي السياسة هي التي تؤثر على الثقافة، وبكل أسف فعدد كبير من المثقفين يسيرون في ركب الحكام ويحسنون لهم كل افعالهم والنفاق رائدهم في هذا كله . وهذا الذي جعل أمتنا تتراجع في معظم شؤونها . أما في العالم الغربي فالمثقفون هم الذين يوجهون الساسة ويؤثرون عليهم بما يقولون او يكتبون وانظر إن شئت إلى دور هؤلاء المثقفين في إدارة سياسة الولايات المتحدة خاصة في كيفية تعاملها مع العرب وإسرائيل.
لا أجد فرقا
@ المهرجانات الثقافية العربية وسيلة اتصالية للمثقفين العرب أم للثقافة العربية ؟
لا أرى فرقاً في ذلك فإذا اتصل المثقفون وتبادلوا الحوار اتسعت دائرة الثقافة العربية لأنهم هم الذين يوسعون هذه الدائرة أو يضيقونها بحسب سعة ثقافتهم أو ضيقها .
لا أعرف ماذا يخططون
@ بعد التشكيل الوزاري الجديد توحد الإشراف على ثقافة المملكة تحت لواء وزارة الثقافة والإعلام .. من وجهة نظرك كيف ترى أثر ذلك على مستوى الثقافة في المستقبل وهل سيضطلع الإعلام بدور متميز في خدمة توأمه في جهاز الوزارة والإعلام ؟
وجود وزارة تشرف على الثقافة خطوة جيدة ونافعة وإن كنا لم نر حتى الآن أي جهد للوزارة في جانب تنمية الثقافة ولست ادري كذلك هل يخططون لشيء أم لا.. على أية حال الكل ينتظر ليرى ماذا ستفعل هذه الوزارة . بطبيعة الحال من المفترض أن يخدم الإعلام الجانب الثقافي فكلاهما ينبغي أن يخدم بعضها البعض.. فهما توأمان كما قلت.
التلفاز وسطوة التلقي
@ رتب الأجهزة الإعلامية الأكثر خدمة للثقافة من خلال الواقع (التلفاز، المذياع، الصحافة) ولماذا وأيها اكثر تأثيراً وتأثرا بثقافتنا ؟
التلفاز، الصحافة ، المذياع .. هذا هو الترتيب بحسب إقبال الناس على هذه الأجهزة وبالتالي فالتلفاز أثر تأثيراً على المشاهد تليه الصحافة ثم المذياع .
المقص لدى كل فرد
@ هل لا يزال لدينا مقص رقيب رغم الفضاء المفتوح والشبكة العنكبوتية والحدود الملغاة ؟ وكيف يجب أن نتعامل مع ذلك بما يخدم الوطن بشمولية ؟
مقص الرقيب بقي كما هو لم يتغير رغم تغير العالم من حولنا ورغم معرفة صاحب المقص .. إن هذا المقص لم تعد له قيمة حالياً بسبب وسائل الاتصال الحديثة ولعل العقلية القديمة التي يعمل بها هؤلاء هي التي جعلتهم يستمرون في استخدام هذا المقص .. وأرى وجوب اختفاء هذا المقص وإلى الأبد ويكفي أن يتربى الناس على معرفة النافع والضار بالنسبة لهم وبهذا يكون المقص لدى كل فرد في المجتمع.
دور النخب الاجتماعية
@ هل النخب الاجتماعية بمختلف توجهاتها قادرة على دفع المجتمع إلى حالة السلام الاجتماعي من خلال أطروحاتها المتعددة ؟
أعتقد أنها قادرة على ذلك إلى حد بعيد فهذه النخب من المفترض أن لها تأثيرا قوياً على معظم شرائح المجتمع ولكن حتى نقوم بهذا الدور وهو دور هام ومطلوب لابد أن نمكن من القيام بهذا الدور بإعطائها حرية الحركة وحرية القول وحرية اختيار الأساليب النافعة لتأدية هذا الدور وبدون هذه الإمكانات سيصعب معها أن تقوم هذه النخب بأي شيء لاصلاح مجتمعاتها وهنا سيصاب هذا المجتمع بكارثة يصعب علاجها فيما بعد.
خدمة أهداف الأمة
@ التسامح وقبول الآخر كيف تفعلهما بين كافة الفئات في بلادنا على اختلاف مذاهبهم الدينية والثقافية والاجتماعية؟
التسامح مبدأ إسلامي وهو كذلك مطلب اجتماعي فلا يمكن أن يؤدي أي مجتمع دوره وهو متشرذم داخليا يعادي أفراده بعضهم بعضا والتسامح لا يعني بالضرورة أن أكون نسخة عن الآخر فلكل فئة خصوصيتها ولا يضر أي فئة ان تبقي الفئات الأخرى على خصوصيتها ولكن ينبغي أن تتسامح كل فئة مع الأخرى وأن تتعاون معها في الصالح العام الذي يخدم أهداف الأمة ويطورها الى الأحسن وهذا مرة أخرى هدف هام يجب أن نسعى إليه جميعا لتحصين وحدتنا الداخلية ولنكون أمة لها كيانها القوي وهذا لا يحصل إلا إذا مدت كل فئة يدها الى الأخرى.
لا تتركوا أجيالنا
دون مساندة
@ يوصف جيلنا الحالي بالانهزامية والاتكالية واللامبالاة.. من وجهة نظرك ما تقييمك للأمر ورؤيتك لتصحيحه؟
الجيل الحالي فيه كثير من المحاسن وشبابنا فيهم خير كثير ولكنهم بحاجة الى المساعدة والمساندة من كل أجهزة الدولة ومؤسساتها التعليمية خاصة.. فاذا قامت هذه الأجهزة بدورها فلن نجد جيلا انهزاميا اتكاليا ولكن اذا ترك الجيل دون مساندة فسيكون حتما فيه الكثير من السلبيات.
مشاركة الجميع مطلوبة
@ شاركتم في الحوار الوطني الثاني في مكة المكرمة وخرجتم ببيان وطني .. امتدحته القيادة والشعب.. حدثنا عن أجواء تلك الحوارات وماذا ترى لتطوير ذلك المستوى؟
الحوار مطلب وطني وهدف إسلامي ولا يمكن أن يقوى المجتمع بكل فئاته إلا بالحوار ذلك أن الحوار يقرب الناس بعضهم من بعض وقد أكدت القيادة السعودية هذا المبدأ الحيوي فأقامت مركزا للحوار الوطني يشرف على هذه الحوارات ثم يفعلها الى عمل وطني يساهم في تقوية المجتمع وتفعيل طاقاته وقدراته.. واجتماع مكة كان ممتازا بكل ما حصل فيه.. وقد ناقش قضية هامة وخرج بتوصيات قوية تصب في صالح المجتمع وقدمت هذه التوصيات لسمو ولي العهد... الجديد في هذا المؤتمر انه ضم كل فئات المجتمع ومذاهبه وطوائفه الفكرية وقدم هؤلاء افضل ما لديهم وتحاوروا مع بعضهم في جو ممتاز ولهذا جاءت توصياتهم مكتملة .. ولعلها ترى النور قريبا ان شاء الله .. ولتطوير هذا المبدأ يجب توسيع القاعدة واشتراك كل فئات المجتمع فيها وأهم من هذا كله تطبيق توصيات المتحاورين كي تكون لها مصداقية وقوة.. ويثق عامة الناس بهذه المؤتمرات..
في مصلحة مجتمعنا
@ الحوار الوطني الثالث في المدينة المنورة بمشيئة الله تعالى بعد شهرين وسيناقش أمورا تهم المرأة.. ما وجهة نظرك؟
* لا أعرف إذا كان المؤتمر القادم سيناقش موضوع المرأة أم لا لأنه حسب علمي لم يتفق بعد على الموضوع القادم وسيكون في المدينة المنورة حسب توجيهات سمو ولي العهد.. وأيا كان الموضوع الذي سيناقشه المؤتمر القادم فإن فكرة اختيار موضوع حيوي ومناقشته أمر في غاية الأهمية وسيصب حتما في مصلحة المجتمع..
دقة الاختيار
@ كيف تقيم مشاركة المرأة في حوار مكة المكرمة وما مستوى المشاركة في المدينة المنورة؟
* مشاركة المرأة أمر مطلوب لأنها الأفضل للحديث عن شؤونها وشجونها. وكانت مشاركتها في مكة ممتازة وقطعاً سيكون لها حضور كذلك في المدينة المنورة ولعله يكون بنسبة أكبر مما كان عليه في مكة. الدقة في الاختيار أمر مطلوب ليس للنساء فقط ولكن حتى للرجال حتى يؤتى الحوار ثماره المرجوة..
هذا سابق لأوانه
@ ماذا تقترح لموضوع الحوار الرابع وهل تتوقعه أن يعقد في المنطقة الشرقية؟
* لست أدري أين سيعقد المؤتمر الرابع وهذا قد يناقش في المؤتمر الثالث. ولعله من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع الآن.
فهم دوافع الإرهاب ومعالجتها
@ الإرهاب ظاهرة غريبة على بلادنا ونسعى جميعاً إلى اجتثاثها من منابعها لأن ( أمننا مسؤوليتنا).. ما تعليقك؟
* الإرهاب مرفوض في كل مكان ولكن بالمفهوم الإسلامي وليس بالمفهوم الأمريكي الذي بدأ يطغى على الساحة الإعلامية والثقافية ومن هنا ينبغي التكاتف لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وهذا يتطلب تعاون المجتمع كله لتحقيق هذا الهدف ومع المجتمع الدولة أيضاً بكل مؤسساتها الثقافية والإعلامية والأمنية. فالحل لا يأتي من جهة واحدة بل من كل الجهات. بدون ذلك لا يمكن محاربة الإرهاب ولا يمكن القضاء عليه بل يمكن أن ينمو ويتطور. ومن هنا لابد من فهم هذه الظاهرة وأسبابها ودوافعها.
العملية التعليمية متكاملة
@ تطوير المناهج الدراسية وإيجاد مجالس الحوار والتفاهم للمعلمين والطلاب تمليها الفترة الحالية.. ما رؤيتك حيالها؟
* ليست جيدة ولا تخدم الطلاب ولا تقدم معرفة حقيقية لهم وأهم من تطوير المناهج تطوير المعلم وإعطاؤه حقوقه واحترامه فالمعلم هو الذي يقدم المعلومة مهما كانت وهو الذي يؤثر على الطالب مهما كان المنهج.. والمعلمون من أسوأ الشرائح معاملة.. وانظر إلى رواتبهم كم هي متدنية وانظر كم يطالبون بأعمال لا قبل لهم بها فإذا لم ينظر إلى هؤلاء بموضوعية ويميزوا عن سواهم نظراً لحاجة الأعمال التي يقومون بها فلن يحدث تطوير حقيقي مهما تغيرت المناهج ومهما تكلم المتكلمون عن المناهج وسواها.. المعلم أولاً يحتاج إلى تطوير وإلى تكريم وإلى معاملة خاصة، والمدارس هي الأخرى بحاجة إلى أن تكون ملائمة للعملية التربوية ومن ثم المنهج. دون اكتمال هذه الحلقة تكلم عن التعليم حتى يبح صوتك ولكن لن تحصل على شيء.. مسألة الحوار مطلب أساسي في كل المدارس وينبغي أن يكون هذا أصلاً بين الطالب والمعلم وبين المعلم ومدير المدرسة وهكذا إلى أن يصل الأمر إلى الوزير. ولكن هذا المطلب صعب التحقيق بل هو مستحيل في ظل الأوضاع السيئة للمدارس والمدرس والمناهج.. فكيف يستطيع الأستاذ من وسط طلابه وأمامه منهج طويل وعريض لا يمكنه إنهاءه، وليت كل ما في هذا المنهج صالح للطلاب ومن هنا فإذا أردنا محاورة بين الطالب وأستاذه فعلينا مرة أخرى إعادة النظر في المناهج وما يقدم فيها..