سجل الناتج الزراعي في عدد من الدول العربية في العام الماضي ارتفاعا ملحوظا بلغ 17.6 في المائة في سوريا، 11.7 بالمائة في اليمن و3 5 بالمائة في كل من الامارات والبحرين وجيبوتي وليبيا ومصر وعمان. ذكر ذلك تقرير حديث صادر عن الجامعة العربية واضاف ان هذا النمو في الانتاج الزراعي ربما يعود لزيادة الرقعة الزراعية وبلغ نصيب الفرد من الناتج الزراعي في الدول العربية مجتمعة حوالي 298 دولارا في نفس العام واكد التقرير ان القطاع الزراعي يعد قطاعا استراتيجيا من حيث ارساء الامن الغذائي ومن حيث مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي. يذكر انه يبلغ 11.3 بالمائة في الدول العربية مجتمعة في عام 2002م اما عدد العاملين في هذا القطاع فيقدر بحوالي 35 بالمائة من اجمالي القوى العاملة في الدول العربية. وذكر التقرير انه من اجل توضيح اهمية هذا القطاع فان صناعة الاغذية في الولاياتالمتحدة تستوعب حوالي 1.6 ملوين عامل وتشكل 20 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي اما قطاع صناعة الاغذية بصورة شاملة من المزرعة الى نقاط البيع للجمهور فهي تستوعب 14 مليون عامل بصورة مباشرة وحوالي 4 ملايين في صناعات متصلة بهذا القطاع. ورغم الجهود التي تبذلها الدول العربية في تطوير القطاع الزراعي الا ان هناك فجوة غذائية في كافة السلع الغذائية الرئيسية وقد بلغت قيمة العجز حوالي 10 مليارات دولار عام 2000م. ولقد ادركت دول الخليج العربية مبكرا اهمية الصناعات الغذائية في تحقيق الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي ومساهمته في تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل اضافة الى الترابط الامامي والخلفي لهذا القطاع من الانشطة الاقتصادية الاخرى يذكر ان عدد المصانع العاملة في مجال الصناعات الغذائية في دول مجلس التعاون قد وصل الى 1156 مصنعا في عام 2002م وبتكلفة استثمارية بلغت 7.7 مليار دولار امريكي ويعمل في هذا القطاع اكثر من 100 الف عامل الا ان الادراك المبكر لدول المنطقة بضرورة العمل نحو قيام صناعات غذائية دفع القطاع الخاص الى المزيد من الاستثمار في هذا القطاع بل ابعد من ذلك والسعي نحو استخدام التقنيات الحديثة لزيادة الانتاج وخفض التكلفة تعويضا لغياب بعض العناصر الهامة من مدخلات الانتاج والتي تم استيرادها. واكد التقرير ان قيام نهضة زراعية هو ضمان اكيد لاستمرار نمو وازدهار قطاع الصناعات الغذائية حيث تشكل عنصرا اساسيا من مدخلات الانتاج ولهذا السبب تعمد بعض دول المنطقة على استيراد هذه المدخلات مما يزيد من تكلفة الانتاج وبالتالي كان لابد من التفكير في استغلال ماهو متوافر محليا من خلال استخدام تقنيات العصر من اجل تطوير القطاع الزراعي في الدول التي تسمح ظروفها الجغرافية بذلك.