يعد مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض الذي يتم تدشينه اليوم من أحدث إسهامات أرامكو السعودية لتوسيع القاعدة الصناعية بالمملكة ودعم قدراتها الراسخة في تزويد العالم بإمدادات موثوقة من الطاقة. ويقع هذا المشروع الضخم في قلب الصحراء في الطرف الأسفل من حقل الغوار. أكبر حقل للبترول في العالم. على بعد 280 كيلومتراً جنوب غرب الظهران المقر الرئيس للشركة. ويتكون هذا المشروع العملاق من معمل للغاز بطاقة 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم ومعمل لفرز الغاز من الزيت بطاقة 300 ألف برميل في اليوم. وهو يشكل دعماً للمكانة المرموقة التي تتبوأها أرامكو السعودية كأوثق مصدر للطاقة في العالم. ويعزز دورها في دعم صناعة البتر وكيميائيات وتحلية المياه وغيرها من التطبيقات الصناعية الحيوية. وكما هو الحال في كل المشروعات العملاقة. كانت هناك جوانب عديدة تميز مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض. فقد كان هناك جهد ضخم ومميز في أعمال التخطيط لضمان وصول ملايين القطع والأجزاء المكونة للمشروع في موقعها الصحيح. وكان هناك عدد هائل من الأيدي العاملة في بناء وإدارة هذا المشروع إلى جانب الأعمال الخاصة برعاية الموظفين من مسكن وتدريب وتأمين متطلبات السلامة بمعايير عالمية. وشكل تطوير الأيدي العاملة الوطنية أحد الاهتمامات الرئيسة. فحقق المشروع معدلات سعودة غير مسبوقة في جميع مراحل تنفيذه. حيث كان جميع العاملين في إدارة الإنشاء تقريباً من السعوديين كما أن جميع موظفي معمل الغاز ومعمل فرز الغاز من الزيت الحاليين هم من السعوديين. وفي نهاية المطاف تم إنجاز مشروع حرض قبل موعده بخمسة أشهر تقريباً. وبتكلفة تقل نحو 20 بالمائة عن الميزانية المقررة. ويتمتع المشروع بسجل ممتاز في مجال السلامة. كما شهد مشاركة 11.500 عامل ينتمون إلى 36 جنسية مختلفة في وقت ذروة الأعمال. معمل الغاز الطبيعي بدأ العمل في معمل الغاز الطبيعي في حرض في شهر مايو من عام 2001م. وهو يعد المعمل الثاني. التابع لأرامكو السعودية الذي يقوم بمعالجة الغاز غير المرافق للزيت حيث صمم لمعالجة 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من مزيج خام من الغاز. والمعمل الجديد يزود شبكة الغاز الرئيسة بكمية تبلغ 1.5 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع. وسوف يخدم هذا المشروع العديد من الاحتياجات التنموية وحركة التصنيع في المملكة بما فيها 10 مجمعات صناعية في الرياضوالجبيل وينبع. وينتج المعمل نحو 170 ألف برميل من المكثفات في اليوم. حيث يتم نقلها إلى معامل بقيق عن طريق خط أنابيب. كما يقوم المعمل بمعالجة 90 طناً مترياً من الكبريت في اليوم. حيث يزال منه الغاز. وينقل إلى معمل الغاز في البري. وعندما يتم تفريغ الكمية. تضخ إلى معمل تحويل الكبريت إلى حبيبات. في المجمع الصناعي. في الجبيل للتصدير. ويشتمل المعمل على أربعة مسارات لمعالجة الغاز: اثنان لمعالجة غاز طبقة عنيزة الخالي من حمض الكبريت. أما الآخران فلمعالجة غاز طبقة خف المشبع بحمض الكبريت. ويستقبل المعمل غاز طبقة عنيزة من حقول الغاز في حرض. والغزال. والوضيحي. والوقر. والتينات. أما غاز طبقة خف فينقل إلى المعمل من حقل حرض. وتتضمن مرافق المعمل. إضافة إلى المسارات الأربعة التي تعمل على معالجة الغاز. مسارين لتنقية واستخلاص الكبريت. ومسارين لتركيز المكثفات. ومسارين آخرين لإزالة الماء المشبع بحمض الكبريت وذلك لفصل الغاز. وتكثيفه وضغطه ليصبح معداً للبيع. مراكز تجميع الغاز وخطوط النقل تعمل 87 بئراً على تغذيه معمل الغاز في حرض. وترتبط هذه الآبار بالمعمل عن طريق ثلاثة مراكز لتجميع الغاز في كل من حرض. والوقر. والتينات. ويبعد مركز تجميع الغاز في حرض 12 كيلومتراً عن معمل الغاز. حيث يعمل على تجميع غاز اللقيم. ويبعد مركز تجميع الغاز في الوقر 50 كيلومتراً عن المعمل فيما يبعد مركز تجميع الغاز في التينات 44 كيلو متراً عن المعمل. وهما يجمعان الغاز. كما ينقل الغاز إلى المعمل عن طريق خمسة خطوط أنابيب يبلغ طولها الإجمالي 130 كيلومتراً. وتتضمن خطوط الأنابيب وخطوط الجريان والمرافق الصناعية المساندة. وتم تمديد خط أنابيب لنقل المكثفات من حرض إلى بقيق. قطره 18/ 24 بوصة وطوله 230 كيلومتراً. كما تتضمن توسعة شبكة الغاز الرئيسة خمسة خطوط أنابيب للتكرير والتسويق. تتراوح أقطارها بين 48 و56 بوصة. ويبلغ طولها 394 كيلومتراً. فرز الغاز من الزيت رقم 2 يعد معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2 في حرض الجزء الآخر من المشروع. وهو يقع على بعد 45 كيلومتراً شمال معمل الغاز في حرض. وهو يعد أحد أبرز الصروح الصناعية وأكثرها تقدماً وتطوراً في مجال إنتاج الزيت الخام حيث استخدمت في إنشائه أحدث التقنيات وتم تصميمه بأساليب مبتكرة تعزز كفاءة طاقته الإنتاجية الضخمة والبالغة 300 ألف برميل من الزيت الخام الرطب في اليوم. كما يضم المعمل مرفقاً آخر لتجميع 130 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المرافق. إلى جانب المنافع ومرافق الصيانة وشبكات خطوط أنابيب النقل. كما يضم المعمل محطة لحقن الماء بطاقة تبلغ 500 ألف برميل في اليوم هي الأولى من نوعها في الشركة. وقد ساهمت التقنيات المتقدمة. التي استخدمت في تنفيذ هذا المشروع العملاق والحلول التنفيذية المبتكرة بدور بارز في خفض التكاليف وتقليص مصروفات التشغيل والصيانة ومتطلبات الأيدي العاملة. العامل البشري : بلغ حجم العمل اللازم لتجهيز معمل الغاز للتشغيل حداً هائلا. فالإحصائيات تشير إلى 22 ألف طن من حديد التسليح ومئات الأميال من الأنابيب و100 ألف متر مكعب من الخرسانة . وذكر مدير معمل الغاز في حرض. خالد العبد القادر الذي شهد توسع المشروع أن الأرقام وحدها تعجز عن وصف الأبعاد الحقيقية للمشاركة البشرية . فالجهد الذي بذل في تجهيز الأيدي العاملة لمعمل حرض يمثل إنجازا جباراً في حد ذاته. فقد اختيرت الأيدي العاملة اللازمة لتشغيل معمل الغاز في حرض بحيث تجمع بين موظفين من ذوي الخبرة ومتدرجين حديثي التوظيف ومهندسين في برنامج تطوير الكفاءات المهنية في أرامكو السعودية . وفي إطار الاستعدادات لتشغيل المعمل. تم تخريج 334 متدرجا وتحويلهم إلى متدربين وتكليفهم بالعمل في معامل غاز مماثلة في كل من شدقم والعثمانية والحوية لتطويرهم وتدريبهم وإكسابهم خبرات عملية حقيقة . كما تم التخطيط بحيث يتمكن ملاحظو العمال ورؤساء الوحدات في وقت مبكر من تأسيس وحداتهم ووضع البرامج التدريبية لها . وعن النتائج يقول العبد القادر. إنه سعيد برؤية معمل الغاز في حرض وقد بدأ أعماله بأمان وبنسبة من الأيدي العاملة السعودية المؤهلة بلغت 99% مشيراً إلى توفير أكثر من 50 وظيفة للسعوديين لدى المقاول الذي يعمل على صيانة وتموين الحي السكني . حشد الجهود احتاج المشروع إلى تضافر جهود فريق أرامكو السعودية مع جهود 12 مقاولاً محليا ودوليا لإنجاز المشروع وبدأ فريق أرامكو السعودية المسئول عن تنفيذ مشروع حرض لتطوير الغاز الطبيعي والزيت أعماله الابتكارية منذ البداية فشارك في مراحل التخطيط الأولى. وتوزع المخططون لأول مرة على مكاتب التصميم المختلفة. وهو ما كان له كبير الأثر في التعجيل بالجدول الزمني للمشروع. كما استخدمت تقنيات جديدة أثناء عرض المشروع. فتم إنجاز الأعمال الهندسية الأولية أثناء التصميم المبدئي لعناصر عديدة من المشروع. كما تم وضع الجدول الزمني للتشغيل التجريبي وبدء التشغيل المبكر. وأدى تصميم الموقع الرئيس إلى سهولة أعمال الإنشاء وتخصيص أماكن للمرافق الدائمة والمؤقتة. كما تم للمرة الأولى استكمال مراجعات المشروع والحصول على الموافقات اللازمة عبر نظام المراجعات الإلكتروني مما وفر الكثير من الوقت. وكان من أهم عناصر توفير الوقت هو الشراء المسبق للمعدات التي يستغرق التخطيط لها وتصنيعها وشحنها وتركيبها وقتا طويلا. فقد تم خلال هذا المشروع القيام ب 4.500 زيارة لموردي المواد لمعاينة المعدات الضرورية. الأمر الذي مكن الموظفين من إيجاد حلول فورية للمشاكل الفنية على ضبط التكاليف والتعجيل بشراء المعدات وتقديم الجداول الزمنية وإجراءات التسليم من أجل أن يكون المشروع مصدر نفع وفائدة لجميع الأطراف. قسم الغاز الطبيعي في معمل حرض (خاص اليوم) توربينات حرق الغاز