فتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك بابا على المجهول، عندما أقر مشروع حظر الحجاب على المسلمات في المدارس الفرنسية واعتبره معاديا واستفزازيا. ومن المقرر مناقشة الاقتراح في البرلمان الشهر القادم.وقد احتج العديد من المؤسسات الاسلامية وحتى المسيحية، على مشروع القرار الفرنسي الذي تدعي باريس أنه يأتي انسجاما مع الدستور العلماني للدولة، ويطالب المسلمون برفع يد الدولة عن هذا الموضوع تطبيقا لمبدأ العلمانية الذي تقوم عليه فرنسا وهو الفصل بين الدين والدولة إضافة لقانون الحرية الشخصية العريق الذي ثار من أجله الفرنسيون.ويوم غد السبت ينظم حزب (مسلمو فرنسا) (ستراسبورغ) تظاهرة كبرى في باريس يشارك فيها مسلمو أوروبا، وقدرت الشرطة انه ينتظر مشاركة ما بين 10 و 20 الف شخص في التظاهرة. وكانت تظاهرة أولى في العاصمة جمعت في 21 ديسمبر ثلاثة آلاف شخص لا سيما من الفتيات المحجبات. ومن المرتقب مشاركة مئات من السيخ المقيمين في فرنسا الذين يدافعون عن حق وضع العمامة في تظاهرة السبت. ووجه اتحاد المنظمات الاسلامية، أهم التنظيمات الاسلامية في فرنسا، نداء للمشاركة في جميع المبادرات القائمة ضد مشروع القانون حول الحجاب. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، اعلن الدكتور حسن روحاني امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني انه ناقش مع الحكومة الفرنسية التأثير السلبي لقضية الحجاب على العالم الاسلامي وحذر المسؤولين الفرنسيين من التأثير السلبي الذي يمكن أن يتركه على المسلمين في أنحاء العالم. وطالب فرنسا بأن تدع المسلمين أحرارا في ممارسة حياتهم وشعائرهم الدينية. في نفس الوقت، حذر رئيس اساقفة باريس الكاردينال جان ماري لوستيجيه من قيام حرب دينية في فرنسا بسبب مشروع حظر الحجاب الذي وصفه بالأرعن. وقال لاذاعة فرانس انتر العامة ان هذا القانون برعونته يمكن ان يفتح الباب بشكل غير متعمد امام حرب دينية، مشيرا الى أن المسلمين لن يسكتوا عليه وسيقرعون أبواب المحاكم. وتحدث عن ظاهرة معادية لكل الأديان السماوية خاصة بدأت تسري في فرنسا من قبل المعادين للأديان وتفاجأت بها المؤسسة الكاثوليكية وأشاعت شعورا بعدم الاطمئنان لدى الناس. وقال: آمل ان يكون رجال السياسة على وعي كاف بما يقومون بإشعاله، مؤكدا أن الموقف الفرنسي غير مفهوم في الخارج. وشدد على ان فرنسا تشهد سلاما دينيا الان لكن هذا المشروع مع كل تجاوزاته يخاطر باطلاق حرب دينية. واضاف ان حرية الاسلام ثمينة بقدر حرية الكاثوليكية او البروتستانتية او اليهودية ولا ينبغي الخلط بين تعاليم الاديان والحفاظ على الامن العام، مضيفا: اذا كان الحجاب اشارة سياسية لمنظمة اسلامية تعتبر الحكومة انها تهدد امن الجمهورية، فلتأخذ مسؤولياتها ولكن من دون التدخل في شؤون الاديان. وقال إن الكاثوليك يشعرون بضغوط من متشددين معادين للأديان في فرنسا بسبب إثارة الساسة مشاعر الناس وأن أساقفة من مختلف أنحاء فرنسا أبلغوه بوقوع عشرات الحالات التي تعرضت فيها فتيات كاثوليكيات لمضايقات لارتدائهن صلبانا وعن تعرض راهبات لانتقادات لظهورهن بشكل علني بأرديتهن التقليدية (ليس من قبل المسلمين بل من فرنسيين معادين للأديان). واشار الى أن هذا المشروع في حالة إقراره سيكون مجرد البداية لازمة طويلة. (المشروع يشمل حظر الصلبان والقبعة اليهودية والعمامة في المدارس) كما افاد قادة الطائفة المسلمة البالغ عددهم خمسة ملايين شخص بوقوع حالات حديثة لمضايقة المسلمين مثل رفض بنوك ومكاتب بلدية التعامل مع نساء محجبات.