ارتفع عدد المواطنين، وتضاعفت معهم الحاجة إلى الخدمات بكافة أشكالها، وتبذل الأجهزة الحكومية أقصى جهودها، ووزارة الخدمة المدنية تقف موقف المتابع والمتفرج، وأعني أنها لم تستحدث وظائف بمراتب تقابل به طلب المصالح الحكومية، ويلجأ المديرون إلى تشغيل شبابنا برواتب زهيدة، ودون تطوير أو زيادات معقولة، رغم أنهم مؤهلون، ومنهم الجامعيون، والمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، حيث مستوى الدخل المتدني، وهذا له انعكاساته على إنجاز المهام، فهو سيعمل بروح معنوية بسيطة، وبإحباط كبير، وهذا الشاب لا تنتظر منه إنجازا، ولا تتحدث بعد ذلك عن مشكلة تسرب أو غياب أو خروج قبل نهاية الدوام (تزويغ كما هو في حائل على ذمة دراسة معهد الإدارة العامة بالرياض). وفي الوقت الذي تسعى دولتنا إلى النهوض بالمستوى الاجتماعي والثقافي، تجد الشاب بعد أن يعينه الله على البدء في تكوين أسرة، لا يمكنه مسايرة ذلك التغير، بسبب الدخل المتدني، لأن الثقافة تحتاج إلى نواح مادية والمستوى الاجتماعي كذلك، ومن هنا لابد من وقفة جادة لكافة مؤسساتنا، لدعم الشباب في إيجاد وظائف بمراتب أو تعزيز بند الساعات، وإيقاف بند الفئات، ولأنني أعمل في الميدان التربوي؛ أرى أن المشكلة ماثلة أمامنا، فكل عام تستحدث مدارس، ويعين فيها معلمون، ولكن لا تستحدث لها وظائف إدارية، أي أن هناك نموا مطردا، لا يوازي أي استحداث للوظائف، وأملنا في وزارة الخدمة المدنية أن تضطلع بمسئوليتها في ذلك، ولعل لجوء وزارة التربية والتعليم إلى الاستفادة من خدمات المشمولين بالكادر التربوي في الوظائف الإدارية، هو بسبب وزارة الخدمة المدنية، والآن هذه الوزارة تطالب بتصحيح الأوضاع، ومن باب أولى أن تصحح وزارة الوظائف أوضاعها، حتى توصد الباب أمام من يريد المرور لتحقيق متطلبات المستفيدين من خدماته. شمال شرق تركز الخدمات الصحية في منطقة عين نجم وبالتخصصات الضرورية أمر خارج عن المخططين في صحة الأحساء، لأنها جاءت في ظروف معينة، ولكن لا يعني ذلك خلو مسؤولية وزارة الصحة، فهي الآن معنية بتعديل خارطة الخدمات الصحية بالمحافظة، وعليها أن تستحضر الجغرافية السكانية في المحافظة، والعمل على معالجتها، فهذا القطاع أبلى الأخوة المواطنون الكرام والقطاع الخاص في تطويره، من باب القيام بواجبهم نحو أهلهم، وبقي أن نرى جهود الصحة، ولو في مجال تعديل الخارطة.