تتبنى الجمعية الخيرية لتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية برنامج التأهيل ضمن المجتمع والذي يعدد برنامجاً للتنمية الاجتماعية يصل بالأشخاص ذوي الإعاقة إلى كافة قطاعات المجتمع . وهو برنامج لا يهدف إلى تقديم المساعدة أو الخدمات لذوي الإعاقات فقط إنما يهدف إلى إعطاء المجتمع بما فيهم ذوي الإعاقات الفرصة للمشاركة في البيئة المحيطة كأعضاء وأطفال فاعلين وأقرب ما يكونون للاعتماد على الذات وللإنجاز كل حسب حالته وشدة إعاقته وقدرته على التواصل والعطاء بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع والتفاعل وذلك من حيث تفهم المجتمع لاحتياجاتهم وتحديد هذه الاحتياجات على أساس الأولويات والإمكانات . تتركز عملية التأهيل المجتمعي في الجمعية من خلال وحدة التأهيل ضمن المجتمع داخل مجمع الأمير سلطان والتي تقدم نظام خدمات تربوي وعلاجي ووقائي للأطفال الصغار جداً وذلك من عمر (صفر 6 سنوات) ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية أو المعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة . وذلك في محاولة لإيجاد طرق للتدخل السريع والعاجل في تقديم هذه الخدمات لمساعدة الطفل على التطور والاندماج داخل المجتمع، وكذلك للحد من سلبيات الإعاقة قبل تفاقم المشكلة . نعلم جميعاً أهمية مرحلة الطفولة المبكرة كأحد أهم المراحل في حياة الطفل العادي وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأثرها البالغ في تكوين شخصيته ومداركه التي تظهر في مستقبل حياته، فهي الفترة الحاسمة التي تتكون خلالها المفاهيم والمهارات الأساسية للطفل، ولهذا تمحور برنامج التأهيل ضمن المجتمع وانبثقت عنه ثلاث خدمات يشرف عليها عدد كبير من الأخصائيين والعاملين في مجال التربية الخاصة : * خدمة التدخل المبكر كأحد البرامج الفعالة والتي لا تقتصر على التربية الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة فقط لدعم نمو الأطفال المتأخرين نهائيا والأطفال المعرضين لخطر الإعاقة والأطفال المعاقين، ولكن تشتمل أيضا على خدمات الكشف والتشخيص المبكر والخدمات المساندة ( العلاج الطبيعي والوظيفي والنطقي والنفسي) والإرشاد والدعم والتدريب . الإرشاد الأسري والتي تم اعدادها من خلال لجنة مختصة لمساعدة الأسرة على تحمل مسؤولية وجود طفل الاحتياجات الخاصة كفرد من أفرادها، وذلك من خلال تلبية احتياجات الأسرة والطفل قدر الإمكان حتى فيما بعد أن ترعى طفلها في بيئة اجتماعية سليمة وفي نفس الوقت الارتقاء بمستوى طفلها النمائي في جميع الحركات ( الحركي- الإدراكي- الاتصالي- الاجتماعي) من خلال استكمال تدريبه في المنزل من قبل الأم بعد لذلك على المهارات والأهداف الموضوعة للطفل في برنامجه الفردي المخصص له. * برنامج ممرضات التأهيل والزيارات المنزلية حيث نجحت الجمعية الخيرية للمعاقين بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع المديرية العامة للشؤون الصحية) في تنفيذ برنامج صحي اجتماعي متكامل وذلك بهدف تقديم برنامج متكامل يشمل الجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية من سن الولادة إلى سن 6 سنوات من خلال مراكز الرعاية الصحية. لتعزيز فرص الوقاية والاكتشاف المبكر والعلاج والتأهيل في محيط الأسرة وذلك بتكليف مجموعات من الممرضات المتدربات لزيارة المعاقين وأسرهم في منازلهم بهدف الكشف المبكر على الإعاقة وتخفيف شعور العناء لدى أسرة الطفل. وكذلك تدريب الطفل ووالدته على المهارات المحددة التي يحتاج إليها ومن خلال هذه الخدمات الثلاثة نستطيع أن نقول أن برنامج التأهيل ضمن المجتمع أحد أهم الخدمات التي ترعاها الجمعية الخيرية لتأهيل المعاقين حيث تقدم هذه الخدمة لما يقارب أكثر من 130 طفلا سنوياً تحت سن السادسة كما تسعى إلى تطوير مستوى معرفة الأسرة والمجتمع بحقائق الإعاقة وتعديل اتجاهاتها عن طريق النشرات التثقيفية وتنفيذ الدورات التدريبية والمحاضرات لتوجيه الأمهات إلى السبل الصحية للتعامل مع أطفالهن وتقديم الخدمات الإرشادية لهن ومساعدتهن في التغلب على الضغوط الناجمة عن الإعاقة وفقاً لاستراتيجية متكاملة. ربما علينا أن نتذكر بأنه ليس من الغريب أن يولد لدينا طفل لديه احتياجات خاصة ولكن الغريب أن يولد لدينا أطفال لا يحتاجون إلى الرعاية. وربما علينا أيضاً كمواطنين أولاً استطعنا التخلص من النظرة السلبية للأشخاص ذوي الإعاقات وكمختصين ثانياً في مجال الإعاقة أن نبحث عن سبل الرعاية الخاصة بكل طفل، سواء كان هذا الطفل يتمتع بكامل الصحة أو أنه ممن أصابهم شيء من إعاقة.. أو كثير من الابتلاء، فحاربوا الضعف وارتكزوا على القوة.. وكانوا وذووهم من الصابرين.. @@ هيلدا إسماعيل جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية