تجذب شمس الضحى كبار السن في فصل الشتاء، حيث يرتبط أهالي البلدات في الأحساء بأشعة الشمس الذهبية، فيما يجتمع "الشيبان" كل صباح تحت أشعة الشمس؛ طلبا للدفء في الأجواء الباردة، بعيدا عن أجهزة التدفئة الحديثة داخل المنازل، هؤلاء الكبار سردوا ل "اليوم" حكايتهم مع الشمس بكل تلقائية. وأجمعوا بأن طقوسهم الشتوية، تأتي من خلال هذه الجلسات التي تُعقد صباحا وعصرا، في حين تبدأ هذه الجلسات بالظهور مع تباشير الشتاء في الحلول بهبوب رياحه الباردة، كما أن كبار السن في فصل الشتاء لا يعتمدون كثيرا على ما يقال في نشرات الأحوال الجوية، فهم يعتمدون على ما اكتسبوه من خبرة قديمة حول الأحوال الجوية التي قد تسود المنطقة خلال فترة الشتاء. الستيني محمد البصراوي تعّود هو رفاقه التجمع على ناصية بلدته الدالوة خلف برج تخزين المياه الذي يقع في منطقة حيوية على الشارع العام، طلبا لدفء شمس الشتاء وأشعتها التي تخلق أجواء تجذب الكثير من الناس، يتجاذبون أطراف الحديث والحنين إلى الماضي الجميل وسرد حكايات وذكريات جيلهم، يقول البصراوي: رغم تطور الحياة وانتشار التكنولوجيا إلا أن هذه العادة لم تتغير لدينا ولم تتبدل بمرور الأيام والشهور، حيث في كل شتاء نجعل الشمس هي القاسم المشترك بيننا، خصوصا شمس الضحى التي تنشر الأرض نورا ودفئا. أما زميله أحمد التريكي فيرى أن هذه التجمعات والجلسات الصباحية تنحصر فقط في فصل الشتاء، وهي عادة قديمة اعتاد عليها بعض أفراد المجتمع، وكانت منذ قديم الزمن وما زالت تمثل واقعا نعيشه هذه الأيام، لكنها مقتصرة على كبار السن فقط، في حين يؤكد عبدالوهاب الحمد، بأن الأجداد والآباء دائما يتجهون نحو الطبيعة بعيدا عن المنازل، وما زلنا على هذا العهد، يلجأون في النهار إلى حرارة الشمس هربا من شدة البرد، أما في الليل فهم يشعلون الحطب للتدفئة، وكان الناس قديما يهيئون لكل مرحلة من مراحل الشتاء متطلباتها، بناءً على توقعاتهم بما ستحمله أربعينية أو خمسينية الشتاء، ويشاطره الرأي نبيل آل علي، وكذلك حسين التريكي، الذي أشار إلى أن جيل اليوم اختلف كثيرا عن جيل الماضي، ولا يعرف مثل هذه الجلسات التي نستذكر فيها شتاء السنوات الطويلة الماضية عندما نتحّلق حوّل شبة النار ونسهر على أباريق الشاي، والحليب، والزنجبيل.