تلومني الدنيا إذا أحببتهُ ... كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ كأنني أنا التي.. للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ.. (نزار) ماأجمل كلمات الحب التي تشاطر الروح أسمارها ، وماأجمل الحب حين يكون صادقا من غير غرض أو غاية غير أن تحب. المدهش في هذا أنك يمكن أن تعرف نفسك من طريقة تعبيرك عن هذا الحب. فإن كنت تحب لتجعل شريكك سجين أفكارك وآرائك وتشك في أي ذرة هواء تبعده عنك و تحاصره بغيرتك لأنك لا تريد ان يتنفس غير وجودك فأنت بلا شك تعشق الامتلاك (بالإكراه). وإن كنت تتحدث لتسمع فقط وكأن آذانه قد خلقت لأجلك ، فأنت أناني. وإن كنت تحب لتعطي، لتسامح ، لتحتوي الأعذار وكل أنواع الحب عندك تصب في نفس قالبك. فأنت مهد للحنان. أما إن كنت تتفنن في جعل شريكك يشعر دائما بأنه مقصر في حقك وبأنه مهما فعل فلن يصل لدرجة حبك وإخلاصك فإن انشغل عنك بأي أمر اعتبرت ذلك اعتداء على حقوقك معه وهددته بحرمانه منك وكأن الدنيا ستتوقف عند أعتاب عواطفه فأنت مسكين للغاية. وإن كنت تحب شريكك حتى لو كان بصمت ، تتمناه ، تسعى لإسعاده ولا تضع وجودك معه شرطا لعطائك له، بل تحبه لأنه موجود بعالمك فقط.فأنت حلم جميل لكل من تحبه أو يحبك. وإن كنت تستمتع بسعيك وراء شريكك حتى لو كان يرفضك لمجرد ارضاء حاسة الشبع لديك وبعدها تزهد حبه لتبحث عن آخر أكثر إثارة فأنت من أصحاب القلوب المتخمة بثراء الفراغ. وإن كنت تسكن في أشباح الماضي، وتمارس هذا النوع من الاقامة الجبرية في جروحك مع شريكك فإن لم يبك ماضيك قتلته بلومك فلا فائدة من إصلاحك. وإن كانت عيناك تلتقط من تحب ولا تشعر به لمجرد أنه انسان مميز كنوع من المباهاة أمام نفسك فأنت حتما سطحي لدرجة قاتلة ( ومستغل أيضا). وإن كنت تضع شروطا مسبقة لمصافحة قلب شريكك فأنت تخنقه بأحلامك. وإن كنت ممن يحب ويحترم ويقدم فروض الولاء العاطفي لكنه لا يهب لمن يحب شيئا أبعد من كلماته، فمسكين هذا البائس الذي احببته. وإن كنت تقدم الحياة بكل ألوانها مهما كانت مصاعبها وتشعر شريكك بمسؤوليتك تجاهه فإنت ممن خلقوا ليعلموا الآخرين الصدق والوفاء وكيف يكون الحب الحقيقي. فإن أردت اختبار نفسك من أي الأنواع أنت فأنصحك بألا تفعل ذلك على مرأى من أحد فقد تخذلك أحكامك. غير أن أجمل أنواع الحب هو الذي لانعرف له أي تفسير. انه الحب الذي لا تستطيع تحديد مواصفاته ، إنك تسكنه ويسكنك بلا أية مبررات، يعطيك إسما لكل ماتتمنى.يتسلل إليك في أكثر الأوقات ازدحاما . يتمكن منك حتى أنك لاتشعر بحاجة لأن تنتظر من شريكك شيئا. يجعلك تشعر بأن كل كلماته أسرار ولو لم يطلب منك، يحميك من نفسك إن أرادت الخيانة أو سولت لك البعد عنه ، يشعرك بمسؤولياتك تجاه الطرف الآخر والتزامك به حتى لو حاصرتك كل مغريات الدنيا. يدفعك للتضحية لأبعد مدى وحتى لو لم يكن شريكك يستحق ذلك فأنت تعطيه هذا الحق بحبك. يحول عطاءك لجزء من مفردات حياتك لدرجة أنك تنسى أحيانا وجودك ذاته. ولا يمكن أن يصل لهذا المدى إلا بشريك يطابق هذه المواصفات التي تمكنت منك (أو هذا هو المفروض).. فإن نال منك هذا الحب فأنت محظوظ ومحظوظ من يحبك. لؤلؤة: نلت بك الدنيا وإن أخذتك مني كل أعذارها.