الصداقة أجمل ما يملكه الإنسان في دنيا تمتلئ بالمشاكل والصعاب وحياة لا تخلو من مطبات مؤلمة وأعاصير لا ترحم وصراع قد يعصف بنا ويرمينا على قارعة الطريق. الصديق الوفي المخلص كنز ثمين وذخيرة لا ينضب معينها، وأعتقد أن الإنسان المحظوظ هو ذلك من حظي بصديق قريب منه يشعر به ويضحي من أجله يمسح من عينيه دمعة حارقة ويرفع عن كاهله حملا ثقيلا ويقف معه وقت الشدة ويعيد ثقته في نفسه ويطمئنه أن الدنيا ما زالت بخير. العزيزة والمبدعة الأستاذة منى الشدي خير من يمثل الصديق. ليس فقط من لديه تلك المشاعر والحس بالآخر والوقوف معه عندما تشتد قبضة الحياة علينا، بل لما تمتاز به من عقل مبدع. فهي قارئة من الطراز الأول ومفكرة من الدرجة الأولى، ومتابعة للأخبار والحدث بطريقة مذهلة لدرجة أنها بالنسبة لي "جوجل" بكل ما فيه!!. في صداقتها يجد الإنسان ليس فقط واحة من الحب والإخلاص، بل وجبة من الفكر والإبداع والثقافة عدا ما تمتاز به من خلق حسن ونظام قيمي رائع فهي مثال للالتزام والجدية والمثابرة. كنت قد درّستُ في جامعة الملك سعود لما يقارب الثماني عشرة سنة، وكانت هي بحق أحسن طالبة قمت بتدريسها ونموذجا أتمنى لو طبعت منه نسخ ونسخ!!. فعدا التزامها وتفوقها كنت ألاحظ كيف أن الكتاب رفيقها الدائم. لا أبالغ إن قلت إن ما لديها من معلومات سواء بصفة عامة أو في مجال تخصصها تفوق ما يعرفه الكثيرون ممن يحملون درجة الدكتوراه!!. مع "منى" كنت في معظم الأحيان أنا الطالبة التي تتلمذت على يدها! وكانت هي الأستاذ!. وهذا اعتراف أفخر به ووسام أتشرف بتقلده!!. وهكذا تحولت "منى" في حياتي من طالبة على مقاعد الدراسة إلى صديقة وابنة تسعدني رفقتها ويغذي فكري علمها ومعلوماتها المتدفقة من قراءة غزيرة ومتابعة دقيقة لكل ما يجري سواء على المستوى العلمي أو السياسي والاجتماعي. فإن كانت البنات يصرفن مدخراتهن على الملابس والحلي وأدوات الزينة فهي لم تنسَ أيضا ذلك الغذاء الفكري الهام فحياتها مليئة بالكتب في كل مجال. هنيئاً لي بوجود "منى" في حياتي وهنيئا لكل طالبة تتلمذت على يدها. وأنا متأكدة أنني لم ولن أجد صديقة رائعة مثلها. وقلة من الأصدقاء يعرف كيف يعطي ومتى يعطي بل والأهم أن يستمر في عطائه دون ملل أو كلل . بحق يا صديقتي أنت رائعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وأنت من أجمل النعم في حياتي، إن لم تكوني حقاً أجملها. فنحن مع الأصدقاء وبهم تصبح آلامنا قابلة للشفاء. وحيرتنا لن تستمر طالما وجدنا تلك اليد التي تمتد نحونا لتعطي وتدعم والأهم تفهم. إضاءة: ألف ألف مبروك للأستاذة منى الشدي حصولها على درجة الماجستير في علم النفس الاجتماعي وفي موضوع حيوي وهام وهو "التعصب" وهنيئا لقسم علم النفس بها. والعقبى للدكتوراه بإذن الله.