عرفناها منذ سنوات عن بعد، قبل أن نلتقي بها، فأحببناها لما عرفنا عنها من اخلاص وطيبة، وحسن تعامل مع موظفاتها ومستخدماتها، وذلك عن طريق المشرفات اللاتي كن يزرن مدرستها، بحكم عملهن، واللاتي يتغيرن من عام لعام حسب ما تقتضيه مصلحة العمل، وأذكر ان بعض المشرفات، مع بداية العام عندما يبدأ توزيع نصاب كل مشرفة من المدارس تصر بعضهن على التمسك بعدم تغيير مدرستها، لحسن تفاهمها وتعاملها مع موظفاتها وطالباتها وتفهم وضعهن، وحرصها على العملية التعليمية بأسلوب حبب اليها الجميع، وجعل طالباتها يتقبلن ما يلقى عليهن من تعليمات برضى وقبول بعيدا عن العناد أو المشاكسة، كما يحدث في بعض المدارس ، فهي إنسانة ذات قلب رحيم، ونفس طيبة ومعدن أصيل، تخاف الله في كل شيء، وتعشق العمل، تحب الحق ولا تقبل المحاباة، ولا تسعى إلى منصب، بل إنها رفضت مرات عديدة عدة مناصب عندما رشحت لذلك. وعندما رشحت للعمل في ادارة الاشراف التربوي منذ سنوات وقبلت بعد إلحاح، وبعد أن رفضت منصبا أعلى من المرشحة له، جاءت وتعاملنا معها، وعرفناها جيدا عن قرب، فأحببناها بصدق لكامل صفات الادارية الناجحة فيها ولحسن اخلاقها وطيب معشرها، وتعاملها بهدوء وتفهم وحرصها على احقاق ومتابعة المصلحة العامة التي تسير دفة العملية التعليمية، وكثيرا ما كانت المشرفات والموظفات الاداريات يلجأن إليها لأخذ مشورتها في بعض الأمور المتعلقة بالعمل، قبل أن يقدمن على البت فيها أو سؤال غيرها، فكانت تجود بكل ما عندها من نصح بصدق من أجل المصلحة العامة للعملية التعليمية، ولها مواقف كثيرة مشرفة في مساعدة الكثيرات لحل خلاف أو اصرار على وجهة نظر غير مقنعة إلخ. وعندما عرفنا أن الاستاذة حصة السهلاوي مديرة ادارة الاشراف ستتقاعد هذا العام بنينا آمالا كبيرة بأن تكون هي خير خلف لخير سلف كيف لا ولها خبرة طويلة في هذا المجال.. وقد ازدادت خبرتها أيضا بعملها مؤخرا نائبة لمديرة ادارة الاشراف التربوي في الشهور الأخيرة. وأنا أسجل هذه السطور ليس تعبيرا عن نفسي فقط، أو تقربا، والله أعلم بصدق النية، إنما أعبر عن شعور صادق وأمنية كبيرة كانت تراود مشرفات وموظفات ادارة الاشراف التربوي، أن تكون الاستاذة بدرية المبارك هي المديرة والخليفة الكفء والمناسبة لهذا المنصب بعد الاستاذة حصة السهلاوي، وقد تحققت بحمد الله وتوفيقه هذه الأمنية وأسعدت الجميع عندما قبلت هذا الترشيح، وقيادة دفة هذه السفينة التي تتطلب من قبطانها، أولا أن يراعي الله في عمله الصغير قبل الكبير وأن يكون حازما وصابرا وحليما ومخلصا. ولا أملك في الختام إلا أن أقدم أخلص الدعوات القلبية بحياة عملية موفقة وناجحة، وبتهنئة من أعماق الروح والقلب لمديرتنا وأختنا وزميلتنا الاستاذة بدرية المبارك نيابة عني وعن جميع موظفات ادارة الاشراف التربوي داعين لها بدوام الصحة والعافية والسداد.