وضع زعيم الكرة الآسيوية وسفيرها الدائم المنتخب السعودي بصمته الاولى على كأس خليجي 16 عندما خرج فائزا على عمان بهدفين مقابل هدف وقلب الطاولة امام جميع الفرق المنافسة التي كانت تنتظر خسارته او على اقل تقدير خروجه متعادلا وتبقت البصمة الثانية والاخيرة التي ستكون يوم غد الخميس عنما يواجه المنتخب اليمني ويحقق الفوز المنتظر بمشيئة الله ويصل للنقطة الرابعة عشرة ويتوج بحول الله بطلا لخليجي 16 ويحافظ على اللقب.. وقد خرجت المباراة في شوطها الاولى متكافئة بسبب حالة الضغط النفسي والشد العصبي وفي الشوط الثاني لعب الاخضر باسلوب الكبار وباصرار عجيب بعد ان تخلف بهدف الحوشي تعادل بهدف الرائع نور وتقدم بهدف المخلص القحطاني.. لعب المنتخب العماني وهو يعرف تماما اهمية الفوز بالنسبة اليه حيث سيفتح الفوز المجال له ولغيره من المنتخبات المشاركة للمنافسة على البطولة لذلك لعب بتحصين دفاعي واعتمد على بناء الحملات المعاكسة والتي كانت تنفذ بعقلانية وانتظام لدرجة ان تلك الهجمات سببت قلقا للدفاع السعودي وفرضت على لاعبي المنتخب السعودي التراجع للخلف في فترات من الشوط الاول. اما الفريق السعودي فقد لعب بنجومية وخبرة لاعبيه وتمرسهم الميداني واستمرت مرحلة جس النبض لاكثر من الثلث الاول من عمر الشوط الاول وكانت اول محاولة سعودية في الدقيقة الثامنة عندما لعب الدوخي رمية تماس في عمق المنطقة اعادها الباشا للخلف حاول القحطاني تطاولها برأسه ولم يصل اليها. واستمرت حالة الخوف والتردد من الجانبين وحاول ثنائي خط الهجوم الباشا والقحطاني سحب عمق الدفاع وفتح المجال امام اندفاع لاعب الوسط وخاصة نور والسويد لمتابعة تمريرات الشلهوب وكانت هناك سرعة ملحوظة لدى تنفيذ الهجمة المرتدة من جانب المنتخب السعودي لكنها تصل احيانا لدرجة الاستعجال وحد مشاركة المدافع الايسر العماني حسن الغيلاني في متابعة الكرات الهجومية من تقدم احمد الدوخي في الطرف الايمن. وطيلة فترات الشوط الاول لن توجد فراغات او ثغرات في الدفاع العماني حيث اجاد القشاش محمد ربيع عملية تمشيط المنطقة. عموما في الشوط الاول واجه المنتخب السعودي مخاضا عسيرا بسب فرض الرقابة على مفاتيح اللعب لديه وخاصة نور والشلهوب والقحطاني وكان المنتخب العماني قد استبدل مضطرا حمدي هوبس باللاعب محمد مبارك بسبب اصافة الهدف الاول وكان محمد نور قد تلقى انذارا في هذا الشوط. ومع مطلع الشوط الثاني من المباراة هدد عايل المرمى السعودي بتصويبة قوية مرت بجوار القائم وكان الفريق العماني قد دخل المباراة بحثا عن الفوز لانه لا يوجد اي خيار لذلك مارس نوعا من الارتباك في صفوف الاخضر لكن كان هناك تشتيت ذهني سبب الخوف من ولوج هدف سعودي مفاجئ. ولن يجد المدربان فاندرليم وماتشالا بدا من استخدام اوراق الاستبدال لذلك لعب المشعل والودعاني بديلين للشلهوب والباشا فيما لعب كريري بديلا لابراهيم سويد واوعز لكريري بتعزيز الحالة الهجومية اما مدرب عمان فقد سحب الحوشي وادخل هاشم صالح ثم عاد وسحبه (اي هاشم صالح) ونزل عوضا عنه بدر مبارك. واحدثت تلك التغييرات تحولات رهيبة في خطة اللعب لدى الفريقين وخاصة منتخب عمان الذي تقدم بهدف السيف من خلال ضربة ركنية لعبها بشير لناصر زايد الذي حولها عرضية على رأس عماد الحوشي والذي بدوره غمزها ترتطم بالاراض وتلج المرمى وسط حسرة الحارس والدفاع السعودي.. حاول نجوم الاخضر الرد على الهدف العماني بهدف تعادل لكن سلبية وبطء وبرود المهاجم طلال المشعل ساهم في قتل واهدار كل فرص التسجيل وخاصة تلك الكرة التي وصلته من راس القحطاني وطوح بها بعشوائية خارج المرمى وسط ذهول الحبس حارس عمان. ثم اندفع لاعبو المنتخب السعودي للامام دون اي تحفظ دفاعي لتحقيق هدف التعادل وهذا ما حدث عند الدقيقة 68 عندما مرر القحطاني كرة ولا اروع للمشعل الذي انفرد ولعبها في جسد الحارس لترتد مرة اخرى الى نور الذي باشرها بسرعة وقوة في سقف المرمى مسجلا هدفا نفيسا. بعد الهدف حدثت حالة استنفار سعودية وهاجموا المرمى العماني بضراوة ويهدر المشعل فرصة شبه انفرادية من الجانب الايسر ومن هجمة مرتدة كاد المنتخب العماني يدرك هدف التقدم الثاني لولا بسالة مبروك زايد وحسن توفيقه.. وجاء الفرج السعودي في الدقيقة الأخيرة والقاتلة عندما مرر الدوخي كرة جميلة للقحطاني الذي مررها بطريقة الكبار للقحطاني والذي بدوره اقتحم المنطقة من الطرف الايمن وصوب كرة قوية ارضية زاحفة كوبري وتدخل المرمى العماني لتتراقص الجماهير السعودية فرحة بجمال واهمية الهدف ومهارة الودعاني وحسن استثمار القحطاني المخلص القادم للكرة السعودية واحتسب الحكم السويسري يورس ماير خمس دقائق وقت بدل ضائع تمكن نجوم الاخضر من السيطرة على الكرة وتناقلها فيما بينهم حتى اطلق الحكم صافرة النهاية ليقتل الاخضر آمال الفرق المنافسة له على البطولة والتي كانت تنتظر خسارته على احر من الجمر.. فرحة لاعبينا بالفوز