تتوقف حافلات بيضاء فخمة مليئة بسياح أجانب امام فندق بغرب الهند وتعلو الابتسامة وجوه موظفيه وهم يرحبون بالضيوف. ويحق لهم الشعور بالسعادة. قال راغفاندرا سينغ راثور مدير المبيعات بفندق تاج محل بالاس في مدينة جودبور الصحراوية جاء وقت توقع فيه موظفونا اغلاق الفندق. وحاليا العدد كامل طوال ديسمبر. حديث السلام بين الهندوباكستان أعطى دفعة كبرى للسياحة. وكانت جودبور التي تطل عليها من قمة جبل قلعة مهرانجارث أحد أكبر وأقوي حصون الهند موقفا مفضلا لمسافرين من اصقاع بعيدة منذ انشائها في 1459. وساعد الوفاق مع باكستان هذا العام في عودة السياحة الى البلدة وبقية أصقاع الهند وأيضا بفضل حملة دعائية قوية قامت بها الحكومة في الخارج وازدهار الاقتصاد الهندي. قالت ميشيكو 52 سنة التي جاءت من الولاياتالمتحدة انه الغموض والناس والالوان وتنوع الطعام والثقافة. وبالتأكيد الناس الذين يتحدثون الانجليزية وهذا يصعب وجوده في الصين. ولكن المزعح هنا الفقر والقذارة. ويعكس تدفق السياح على جودبور ازدهار السياحة في الهند من شواطيء جوا المشمسة الى هدوء كيرالا بل وجمال سريناجار في كشمير. قال سوبهاس جوبتا رئيس قسم السياحة بغرفة التجارة والصناعة الهندية ان الفضل في الازدهار السياحي يعود الى استقرار الاوضاع الامنية التي أعادت الهند الى خريطة السياحة. واضاف قائلا: صورة الهند كأرض لحواة الافاعي تغيرت واصبحت أكثر حيوية. وبذلت الهند جهودا كبيرة لتحسين صورتها بحملات دعائية عن معالمها المتنوعة من الهيمالايا المكللة بالثلوج الى القلاع والقصور والمحميات الطبيعية والشواطيء الرملية. وأكبر نقطة جذب هي ضريح تاج محل برخامه الابيض والذي يجتذب نحو 900 ألف زائر أجنبي سنويا وبعده ولاية راجاستان بكثبانها الرملية وألوانها الطبيعية. وللسياح المصابين بضغوط عصبية تقدم الهند اليوجا والتأمل وعلاجات قديمة. وتظهر احصائيات حكومية ان عدد السياح الاجانب ارتفع بنسبة 15 في المئة في نوفمبر بزيادة 281527 سائحا عن الفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفع العدد بنسبة 15 في المئة في الفترة من يناير كانون الثاني الى نوفمبر الماضي ليصل الى 39ر2 مليون سائح. وتتوقع وزارة السياحة الاتحادية ان يرتفع عدد السياح هذا العام الى ثلاثة ملايين بالمقارنة مع زيادة تتراوح بين 5ر1 ومليونين في السنوات الثلاث الماضية. ورغم هذا الازدهار يقول محللون ان الهند حتى الان لم تستغل كل مميزاتها السياحية بسبب ضعف البنية الاساسية وبعض الفنادق الرديئة. قال جويال: نحتاج الى مزيد من المطارات الدولية وبنوك الاراضي وتبسيط الهياكل الضريبية المعقدة في قطاع السياحة. ويحسب للحكومة الاتحادية القيام بحملة ضخمة لبناء الطرق وتشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات. لكن الامين العام لوزارة السياحة راثي فيناي حذر من الاسراف في التفاؤل. قال: يجب أن نحظر الاكتفاء بوضعنا الحالي والمؤشرات الايجابية في جنوب اسيا لان نيبال وسريلانكا تشهدان ايضا مؤشرات ايجابية. ويقول خبراء ان السياحة المحلية تساعد ايضا في دعم هذا القطاع بسبب الاوضاع الاقتصادية الجيدة وزيادة بدلات السفر. وفي ظل توقعات بمزيد من النمو في اقتصاد الهند في 2003-2004 بنسبة سبعة في المئة ينتظر استمرار رواج هذا القطاع مما يوفر مزيدا من فرص العمل وتحسين البنية التحتية لثاني أكثر دول العالم سكانا. قال فيثاي: أسهم نمو الاقتصاد في ازدهار السياحة الدولية والمحلية.