أعلن الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي أن عدد السياح في العالم تجاوز البليون سائح نهاية العام الماضي، مشيراً إلى أن السياحة إلى الدول العربية بدأت تتحسن بعد التراجع الكبير عقب اندلاع ثورات «الربيع العربي» التي لم تنته تداعياتها بعد. وأكد في مقابلة أجرتها معه صحيفة «دي فيلت» الألمانية، على هامش المعرض السياحي الدولي المنعقد في برلين والذي يستمر خمسة أيام ويُختتم غداً، أن السياحة العالمية نمت عام 2012 بمعدل أربعة في المئة، بينما يتوقع خبراء السياحة في منظمته نمواً يراوح بين ثلاثة وأربعة في المئة هذه السنة. وأشار إلى أن دولاً عديدة باتت تعتمد على السياحة دخلاً أساسياً لتعزيز النمو والانتعاش الاقتصادي. وتوقع أن يصل عدد السياح إلى 1.8 بليون عام 2030 في حال بقيت وتيرة النمو السنوي عند 3.3 في المئة وسطياً. وكانت منظمة السياحة العالمية قدرت في تقريرها السنوي الأخير أن يكون إنفاق السياح بلغ 6.5 تريليون دولار خلال زياراتهم وإجازاتهم، مشيرة إلى أن السياحة الدولية تؤمن نحو 260 مليون فرصة عمل، أي واحدة من كل 12 فرصة. ويشارك في المعرض هذه السنة أكثر من 10 آلاف عارض من 170 دولة، ويُتوقع أن يزوره نحو 170 ألف خبير وزائر وعامل في القطاع. وافتتحت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس اندونيسيا سوسيلو بامبانغ يودويونو المعرض في حفل موسيقي وفولكلوري ضخم وعرض أفلام عن الطاقات السياحية في البلد. وعن الوضع السياحي الحالي في دول الربيع العربي قال الرفاعي إن مصر استطاعت العام الماضي جذب مليوني سائح جديد، بزيادة نسبتها 17 في المئة مقارنة بعام 2011، لافتاً إلى أن مسارعة المسؤولين المصريين إلى تنويع العروض السياحية والتركيز على مناطق البحر الأحمر وسيناء التي بقيت هادئة، بعكس مناطق نهر النيل، سمح بإعادة جذب المزيد من السياح. وشدّد على أن تداعيات «الربيع العربي» أثرت سلباً على دول المنطقة حيث تراجعت السياحة خمسة في العام الماضي وسبعة في المئة عام 2011. وأضاف أن دولاً خليجية تهتم بالسياحة، مثل الإمارات وقطر وعُمان، خسرت جزءاً من السياح العام الماضي، إنما بنسب أقل من العام السابق. وأوضح أن الأردن تأثر بدوره بتداعيات الأحداث، ولكن ليس دراماتيكياً كما في مصر وتونس، لافتاً إلى «ظهور لاعبين جدد في هذا المجال مثل ليبيا التي أكدت وزيرة سياحتها إكرام باش إمام أن طرابلس خسرت 50 عاماً من السياحة، وأن ذلك لن يتكرر، خصوصاً وأنها تتمتع بآثار رومانية ضخمة ونحو ألفي كلم من الشواطئ الرملية الجميلة.