اللغة والموضوع مرتبطان بشحنات لونية في جو من الدبلوماسية تملؤه الاناقة والجمال قام أحمد ماهر وزير الخارجية المصري بإفتتاح معرض الفنان التشكيلي السفير فخري عثمان بقاعة المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات بينالي القاهرة التاسع ووسط كوكبة من الدبلوماسيين المصريين والعرب وتفقد وزير الخارجية لوحات المعرض للفنان السفير التي تعد ثمرة تأملاته الشخصية بما يتضمنه من تكوينات جمالية ولوحات جدارية تحيط بجدران الشجرة التي تحتوي على تجويفات غائرة ونتوءات بارزة وخطوط وأشكال متداخلة ومتباينة لها ظلالها المتفاعلة وصداها العميق، وأعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عن سعادته البالغة باللوحات المعروضة بالمعرض وصور جذور الأشجار وهنأ السفير على لوحاته المعروضة بالمعرض. وأوضح السفير عثمان فخري ل (اليوم) ان للزمن بصماته بالنسبة للانسان والحيوان والنبات وكما أن للبيئة وللتربة وللظروف المناخية صداها وكنت أرى الشجرة التي اكتمل او كاد نمو ساقها.. وكأنهما في حوار دائم مع الزمن والتنبيه حول سنوات العمر.. مستمدة طاقاتها من أجل البقاء واستمرار النمو من ماضيها البعيد بقدر امتداد جذورها الضاربة في عمق الارض الطيبة وقدر امتداد أغصانها في السماء. وكذلك مع حاضرها الجميل لتضيف الجديد من التشكيل إلى مواقع الابداع وتثري القيمة الجمالية اللونية لتتزين وتزيد من جاذبيتها في مستقبلها. ويضيف السفير فخري عثمان الفنان التشكيلي لليوم ان تفاعلي مع الشجرة في لوحاتي والتأني في رؤيتي والالتفاف حول ساقها لا تعرف عليه واكتشف ما تخفيه القشرة الخارجية من مواطن الجمال الخفية.. ورأيت الكثير من الغرائب التي استوقفتني بما تثيره من الدهشة وبما يبهر العين الفاحصة وبقدر من الخيال.. من القيم الجمالية والكنوز الابداعية التي تفوق في روعتها ما يفرزه التقاء وتفاعل البصمة مع الصدى.. وسبحان الله رب الخلق والابداع. وعن اختيار الشجرة يؤكد الفنان عثمان فخري لليوم انه نابع من الايمان بأن الشجرة هي رمز الحياة والقوة والصمود والعطاء والأمومة وتطعمه بثمارها أسوة بالحيوان والطيور التي تلجأ اليها مع غروب الشمس وحتى شروقها تسكن فروعها وتلتحف بأوراقها وتمنحها الحماية والدفء والأمان طوال فترة الظلام، وتتصدى للصعاب وتتعايش مع تقلبات المناخ وتتحدى الرياح والأعاصير وتتحمل برودة الشتاء وحرارة الصيف وتستوعب الجفاف والرطوبة وصخب النهار وسكون الليل صابرة صامدة صامتة فقد منحها الخالق الوهاب القوة والصلابة لتقهر كافة أساليب العدوان ما عدا عدوان الانسان الذي يعتدي عليها ويحقق الانتصار فهو العدو الوحيد الذي يقتل الحياة في أعز رمز للحياة. وهذا الذي أحدثه معرضي الأخير وهو الاول في التصوير (الفوتوغرافي) الذي ضم 58 لوحة تحت عنوان (تأمل ابداع الخالق) والذي سبقه حوالي خمسة وعشرون معرضا للوحات زيتية سبق عرضها في مصر وخارجها في الدول التي مثلت مصر لديها طوال رحلتي الدبلوماسية. ويؤكد عثمان فخري لليوم: إنني قد تصورت ان بمعرضي الاخير حول تفاعلي مع أعز رمز للحياة النهاية الايجابية الجديدة قبل بداية العودة للتصوير الزيتي ولكنني اكتشفت عدم تحرري الكامل من ذلك التفاعل والارتباط ووجدت نظري متوجها تلقائيا أينما ذهبت وتجولت في انحاء القاهرة لأكتشف المزيد وأسعد بالجديد.. ولكنني خلال هذا العام اقتربت كثيرا من ساق الشجرة بعدستي المتواضعة وكادت المسافات ان تختفي ورأيت حصيلة اللقطات ومستواها يدفعني لعرضها في نفس القاعة وتحت عنوان (روحانيات التجريد). وبين أن مدرسة التجريد في الفن التشكيلي هي أحدى الصور للفن المعاصر او ما بعد المعاصرة هي احدى الصيحات المدوية الحديثة التي أبدعها المجتمع الأوروبي التي احدثت صداها على مستوى البشرية وامتد تأثيرها على قارات العالم الخمس. وينهي عثمان فخري حديثه لليوم بالدعوة في روحانيات التجريد وان كل مؤمن بالله سيرى في التجريد كل الجمال والتناسق والتوازن والجاذبية وسيطرب بأنغام الابداع التجريدي. الجدير بالذكر ان السفير فخري عثمان قضي 38 عاما في مجال العمل الدبلوماسي في ثماني دول عربية وأوروبية وأمريكية وحصل على خمسة أوسمة اربعة مصرية والخامس شيلي وعضو نقابة الفنانين التشكيليين وجمعية محبي الفنون الجميلة وجمعية الكتاب والفنانين وصالون مصر للتصوير الضوئي، وأقام 25 معرضا شخصيا وجماعيا في التصوير الزيتي والفوتوغرافي في مصر وخارجها.