تعهد مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي باعادة بناء مدينة بم المدمرة الى سابق عهدها مع تراجع امال عمال الانقاذ في العثور على ناجين بين الانقاض بعد الزلزال الذي اسفر عن سقوط نحو 30 الف قتيل. وتوجه خامنئي الى بم (2000 كلم جنوب شرق طهران) وتعهد باعادة المدينة المنكوبة الواقعة على طريق الحرير القديم الى سابق عهدها. وقال في ميدان في المدينة التي سواها زلزال يوم الجمعة بالارض نشاطر من فقدوا أبناءهم أحزانهم. سنعيد بناء بم بحيث تكون أقوى من ذي قبل. ووصل الرئيس محمد خاتمي كذلك الى بم لتفقد الدمار الذي القى الكثيرون مسؤوليته على سوء التخطيط الحكومي وضعف معايير البناء. وقال للصحفيين نطاق الكارثة كبير لدرجة ان كل ما بذل ليس كافيا .. آمل ان تصلنا المزيد والمزيد من المساعدات في الساعات المقبلة. وقال جاهانبخش هانجاني المتحدث باسم وزارة الداخلية انه بحلول صباح امس الاثنين كان 25 الفا من ضحايا الزلزال قد دفنوا في القبور. وابلغ وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نظرا لحجم الاضرار فان اعداد الضحايا سترتفع في الساعات المقبلة. وتعرقلت جهود الاغاثة المستمرة بسبب اكوام الجثث في الشوارع وامتلاء الجبانات وشدة البرد خلال الليل وهطول امطار وحدوث توابع وبعض جرائم النهب. وقال مسؤول حكومي في اقليم كرمان الايراني الذي ضربه الزلزال قبل فجر الجمعة بينما كان الناس نياما ودمر نحو 70 في المئة من مباني مدينة بم اعتقد ان محصلة القتلى ستصل الى 30 الفا. واعلنت الهيئة القضائية انها تشكل محكمة في المنطقة لتطبيق العدالة بسرعة على عصابات المسلحين الذين شوهدوا يجوبون الشوارع وغيرهم من المجرمين. وغادر العديد من سكان بم محملين بما استطاعوا انقاذه من متاعهم. ووضع سوهراب محمد ابادي (46 عاما) الذي يعمل سائقا لشاحنة تبريد حقائب وسجادا على سيارته. وقال منزلي دمر. انا ذاهب الى رستم اباد على مسافة ثلاثة كيلومترات للاقامة مع اقاربي. ومع دخول عمليات البحث يومها الرابع قال رجال الانقاذ انهم لم يعثروا على ناجين وانما على اشلاء بشرية سحقت تحت الانقاض بعدما سوى اكثر الزلازل تدميرا في العالم خلال عشر سنوات على الاقل مدينة بم بالارض. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية ان نحو الفين من بينهم رضيعة عثر عليها بين ذراعي امها الميتة انتشلوا احياء من تحت الانقاض. لكن المباني المقامة بالطوب اللبن لم تترك المسام الكافية لادخال الهواء لذلك قل عدد الناجين عنه في الزلازل التي تصيب مناطق مبنية بالخرسانة المسلحة. وقالت طاهرة طاهريان وهي ربة منزل تبلغ من العمر 45 عاما انها فقدت 60 من افراد عائلتها في الزلزال. واضافت: الله يختبرنا ... اشكر الله لانه ابقى على احد ابنائنا حيا. وقال ايراج كريمي الطبيب في خيمة للرعاية الصحية بالمدينة ان مساعدات كافية وصلت لكن هناك حاجة لمزيد من التنسيق. وأضاف انتشر الاسهال خاصة بين الاطفال .. المياه ليست جيدة وهناك افتقار للنواحي الصحية. واصيب نحو 30 الفا في الزلزال الذي بلغت قوته 3ر6 درجة بمقياس ريختر ويقدر موظفو الاغاثة عدد من شردوا باكثر من 100 الف. وتدفقت المساعدات من مختلف ارجاء العالم بعدما طلب الرئيس محمد خاتمي المساعدة من اي مكان باستثناء اسرائيل. وتناقض هذا الطلب مع رفض ايران للمساعدات في عام 1990 عندما أسفر زلزال عن سقوط 36 الف قتيل. وامتلأت الجبانات ولم يكن هناك وقت لغسل الموتى حيث كانت الجثث توضع في خنادق حفرت بمعدات حفر وقد لفت بأغطية ورشت بمطهرات للوقاية من اي امراض. وقال جامشيد رشيدي سائق احدى الجرافات اشعر وكأنني ادفن بم. وأبلغ منسقو الاغاثة بالاممالمتحدة الدول المانحة أمس بان الناجين من الزلزال الذي ضرب ايران يحتاجون في المقام الاول الى المأوى. وقال رشيد خاليكوف نائب مدير مكتب تنسيق الاغاثة الانسانية التابع للامم المتحدة في جنيف الحاجة الرئيسية الآن هي مواد الايواء مثل الواح البلاستيك والخيام ومواقد التدفئة. واضاف في مؤتمر صحفي ان غالبية الناجين يقيمون في العراء وان الجو بارد للغاية. وقال ان الاستجابة للكارثة كانت حتى الآن سريعة وسخية. وتابع انه ابلغ اجتماعا لسفراء حوالي 25 دولة أمس ان المأوى هو الحاجة الرئيسية. وقال ان وكالات الاممالمتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي وصندوق رعاية الطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الاغاثة سحبت حوالي 500 الف دولار من حسابات الطوارئ لديها للمساعدة في تمويل جهود الاغاثة. ايراني ينتحب من الفجيعة