إذا كنت تملك صوتاً جميلاً ولديك الشجاعة الكافية، فأنت مدعو للمشاركة في انطلاقة الموسم الثاني لسوبر ستار العرب ! ستجرى تجربة لصوتك في باريس أمام لجنة من الحكام المتخصصين لتحديد أهليتك للانتقال للمرحلة القادمة ! ربّما أنك الفائز ! ولربما سيفرح بك ( الذكور ) العرب و(تبيّض ) وجوههم بدل هذا الاكتساح النسائي للمراكز الأولى في موسمه الأول ! لا تنس إحضار صورة شمسية تظهر فيها معالم وجهك بوضوح، وصورة بطاقة الهوية، ويفضل ملف عربي علاقي أخضر اللون ! ... هذا جزء من دعاية ضخمة لموسم سوبر ستار العرب الثاني... ينطلق هذه المرة من باريس عاصمة الفرانكفونية حيث نزع الحجاب مؤخراً بلا هوادة أو احترام لحريات مزعومة. في باريس سيصدح الشباب والصبايا العربيات بما يشاؤون، بعيداً عن إزعاجات (المتطرفين ) أو نواب البرلمانات العربية ! همهم الأول أن يرضوا العشاق والجماهير ! المتوقع أن تكون أعداد المتصلين للترشيح هذا العام تزيد بملايين مضاعفة على ملايين العام الماضي ! والتفاعل العربي يمكنه أن يكون أكثر تشريفاً هذه المرة، ليمسح صدمة احتجاجات الموسم الماضي، الذي أفسدته صيحات بعض المعترضين الذين يقاومون التغيير ولا يدركون أبعاد الثقافة الفنية وأنها طريقنا للعالمية، التي ربما نحرر بها أوطاناً ، أو نعيد بها حجاباً منزوعاً !! العرب يا سادتي الكرام... اخترعوا سوبر ستارهم ( وبعضهم قال انه مؤامرة غربية ) اخترعوه ليخففوا به آثار إخفاقات الحياة العربية التعيسة والنكسات السياسية المتوالية من أوسلو إلى جنيف، ومن أفغانستان إلى العراق ! فهم يريدون ساعة لربك وساعة لشيطانك ! وبالمناسبة... ليس هناك أي توافق مقصود بتزامن الموسم الثاني للسوبر هذا العام مع دخول العراق عامه الثاني حراً يحبو نحو الديمقراطية، أو خلفيات القبض على صدام حسين، أو حتى مذابح مخيم رفح !... مجرد مصادفات محمودة ! ولا يوجد أي نية لدى المنظمين لبعثرة أوراق الهموم العربية أو الدخول في مواجهات مع قوى وطنية متشددة، فالهدف خريطة طريق فنية تستخدم كورقة ضغط في يد العرب !! فلربما نعيد بها الحجاب للعاصمة الفرنسية من جديد، أو ربما اكتسح العرب مهرجانات ( كان ) الفنية أبطالاً فاتحين ! قدرنا الذي كسبناه بأيدينا أن المهازل والسخافات الفنية ربما كتب لها عمر طويل، مثلها مثل المهازل السياسية، يسير في ركابها جيوش جرارة من المعجبين والمعجبات يطبلون ويصفقون، وتتمايل رؤوسهم طرباً ونشوة، وعندما يستيقظون يجدون أنفسهم أرباب الشويهة والبعير! فلا هم حرروا عقولاً وأوطاناً مخطوفة، ولا هم الذين حققوا عالميتهم المزعومة ! وفي الموسم القادم لا نعلم من أين سينطلق سوبر ستار، ولا في أي البقاع سينزع الحجاب، ولا أي بلاد العرب تخطط أمريكا لتصدر لها الديمقراطية ! ولكننا بالتأكيد لن نراوح مكاننا عالمياً ما دام الراقصون على جراحنا يتضاعفون بالملايين، والجراح تتسع يوما بعد آخر.