إذا حل الظلم بأرض قوم حاق الدمار بهم. وفسدت أخلاقهم وساد شرارهم ورحل أخيارهم ودمرت عقائدهم ومبادئهم وتضاءلت حسناتهم وكثرت سيئاتهم وانتشر بينهم النفاق والكذب والخوف وطوق أعناقهم الرعب والوجل والتردد والاستكانة والضعف والوهن.. لم تحقق كل أمم الأرض رقيها وحضارتها ومنجزاتها العظيمة إلا بتوافر الكثير من العدالة والكثير من الحرية والكرامة.. ولهذا وجدت تلك النظم والقوانين التي تحدد علاقة الإنسان بأخيه الإنسان فلا يظلمه ولا يبهته ولا يأكل حقه أو يريق دمه أو يستل عرضه.. أو يدعي عليه بما ليس فيه أو يرميه بما هو بعيد عنه.. إن للظلم وجها قبيحا وقاسيا لا نود أن نراه بيننا ولا بين أهلنا أو قومنا ولا حتى على وجوه خصومنا.. الظلم هو مأساة شعوب كثيرة حل بها البؤس والفقر والدمار.. والخراب.. والعدالة هي وجه الحياة المشرق الذي تزهو به الأرض والسماء والبشر.. العدالة هي وجه الحق.. وهو وجه بلادي.