عزيزي رئيس التحرير يعتقد كثير من موظفي الشركات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص ان مدير القسم او الشركة او اي مدير كان لا يصل الى هذه المرتبة الا لانه اقدم موظف، او لانه اكثر خبرة او لانه صاحب شهادة عليا. ولكن الحقيقة ان هذه الامور ليست كافية لكي يكون الشخص الذي يملكها جديرا بالمنصب. ان كل الشركات الناجحة تضع شروطا يجب ان تتوافر في الشخص الذي سيشغل منصبا اداريا، وكلما كان هذا المنصب عاليا كانت الشروط اقوى. وهنا سنلقي الضوء على اهم الامور التي يجب ان تتوافر في المدير الناجح. اولا : يجب ان يكون المدير ملما بجميع مجالات الشركة التي يعمل فيها، وحتى الاقسام الاخرى التي لم يعمل فيها ويكون عنده اطلاع على طبيعة العمل فيها، وكلما زادت معرفته بالاقسام الاخرى كان اجدر بالادارة. ثانيا : ان يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة تحدثا وكتابة، فلا يخفى على احد اهمية اللغة الانجليزية في التعامل مع غير المتحدثين بالعربية سواء في نفس الشركة او مع الشركات الاخرى سواء المحلية او الاجنبية. وتبرز اهمية اللغة بعد التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال حيث ان العالم الآن اصبح يرتبط شرقه بغربه عن طريق الضغط باطراف الاصابع على ازرار الكمبيوتر وغالبية هؤلاء لا يتحدثون العربية ولكن اللغة المشتركة بين الجميع هي الانجليزية، وبالاضافة الى ذلك فان معظم المواقع المفيدة على شبكة الانترنت مكتوبة باللغة الانجليزية. ثالثا : يجب ان يكون المدير لبقا في الكلام، ويندرج تحت هذا اسلوبه في النقاش، وطريقته في حل المشكلات، وان يتميز بخاصية الجدال المنطقي وان يكون مرنا في تصرفاته وكلامه فيضع كل كلمة في وقتها المناسب وفي مكانها الصحيح وان يكون اسلوبه في الكلام دائما لكل حادث حديث. رابعا : من الامور التي يجب توافرها في المدير الناجح هي القدرة على التخطيط والادارة بعد التخطيط. وهذا يحتاج من الشخص ان يكون لديه بعد نظر للامور فلا يكون التخطيط محصورا بمدة معينة او بمناسبة معينة. الى جانب ذلك فالخبرة تلعب دورا هاما في تحديد الاهداف المستقبلية الممكن الوصول اليها ومن ثم بناء الهيكل التنظيمي حولها للوصول الى الهدف المشترك بين كل فرد في الشركة. ويرتبط التخطيط بالادارة وهي تتلخص في مراقبة المخطط الذي تم بناؤه والتأكد من انه يسير في الاتجاه الصحيح ويحقق الاهداف الموضوعة. وهذا يحتاج الى قوة شخصية وصبر وسرعة في معالجة الامور. خامسا : يجب ان يكون المدير متميزا بقابلية الاحتكاك بالآخرين وبالقدرة على العمل الجماعي، فالمدير الناجح هو الذي يكون مع موظفيه فريق عمل متكاملا يكمل بعضه بعضا فاذا كان بين اثنين من الموظفين سوء تفاهم يحاول ان يحل المشكلة واذا كان لدى احد الموظفين مشكلة خاصة يحاول ان يساعده واذا انجز احد الموظفين عمله باتقان اثنى عليه وعلى عمله، فهذا كله في النهاية ينصب في صالح العمل فالموظفون سيعملون بتفان واخلاص لكي يكونوا محل ثقة المدير، اما المدير فيجب ان يعيش مع موظفيه افراحهم واتراحهم اذا اراد ان يكسب ثقة موظفيه واحترامهم. سادسا : وكون المدير يجب ان يكون متسامحا مع موظفيه فهذا لا يعني انه يكون متساهلا فالمدير الناجح يجب ان يكون حازما في قراراته صارما في انذاراته (بدون انحياز الى احد) يجب ان يكون تطلعه دائما الى مصلحة الشركة فلا يرضى بالتسيب والاهمال. سابعا : من اهم ما يبرز المدير الناجح ان يكون منظما داخل العمل وخارجه (فلا يكفي النظام اثناء العمل فقط) ومما يقيس مدى التنظيم لدى المدير ان ينجز اعماله في الوقت المحدد او حتى قبل الوقت، ويندرج تحت التنظيم ادارة الوقت وهي من اهم العوامل التي تساعد على النجاح في كل امور الحياة. ثامنا : الانضباط في مواعيد العمل من اهم عوامل تقييم المدير، وقد يكون هذا العامل من اقوى الاسباب التي تجعل كثيرا من الموظفين لا يحصلون على ترقيات او ان يصبحوا رؤساء من باب اولى. تاسعا : بالاضافة الى ما سبق فالمدير الناجح هو القادر على ادارة نفسه بالشكل الصحيح وهذا بأن لا يجهد نفسه اكثر من طاقته وان يهتم بصحته وبغذائه وان ينظم اوقات نومه. وايضا يجب ان لا ينسى المدير واجباته تجاه بيته فالمدير الناجح في عمله من المفترض ان يكون ناجحا في شئون بيته. هذه الشروط الاساسية التي لابد من توافرها في المدير الناجح، وقد تزيد هذه الشروط بزيادة مجالات الشركة وحاجاتها. ابراهيم عبدالهادي الغامدي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن