سمعت من احداهن حكاية لم اشأ تصديقها.. لانني شعرت بأن الامر مبالغ فيه.. ولا يمكن ان يحدث. ولهذا لم آخذ الحدث مأخذ الجد والتصديق.. حتى وقع حدث آخر نشرته جريدة (اليوم) قبل فترة قريبة ويتناول (حادثة غريبة) حدثت في المواجهة البحرية حيث اقدم شابان على معاكسة فتاتين وحاولا امساكها من العباءة واستغاثت الفتاتان بالمارة الذين اوسعوا الشابين ضربا وتم إركاب الفتاتين سيارة ليموزين الى منزلهما. حينما قرأت هذا الخبر الذي نشر بتاريخ 1424/10/13، اخذت اعيد النظر والتفكير في الحكاية الاولى ومفادها ان فتاة خرجت مع والدتها من إحدى صالات الافراح القريبة من شاطىء البحر، فما كان من مجموعة من الشباب (وعددهم 40 50) الا ان احاطوا بهما احاطة السوار بالمعصم في حلقة واخذوا في مضايقة الفتاة ومعاكستها والطلب منها ان ترقص والا سيحدث مالا تحمد عقباه.. وكانت الفتاة وأمها في حالة يرثى لها من الصراخ والبكاء والاسترحام والاستنجاد بالآخرين ومحاولة الهروب من الحلقة دون فائدة حتى جاءت الشرطة. ونشرت جريدة (الرياض) خبر القبض على خمسة شبان متنكرين بزي نسائي حاولوا دخول حديقة الحيوان في اليوم المخصص للنساء. هذه الحوادث المعلومة.. وربما هناك غيرها الكثير.. جعلتني أشعر أن أمن المرأة مستهدف. وان المرأة لا تستطيع ان تستمتع بما وفرته الطبيعة او الدولة من وسائل للراحة والترفيه كالتمشية في حديقة.. او على شاطىء البحر او في حديقة حيوان او العاب. لقد تخطى هؤلاء الشباب الحدود وتطاولوا على حق المرأة الطبيعي وحريتها مما يجعلها في حالة خوف دائم وترقب وعدم ارتياح. هذه التصرفات تعكس انحدارا خطيرا في قيم هذه الفئة التي فقدت وازعها الديني والاخلاقي والاجتماعي واصبحت اسيرة الهوى والنفس الأمارة بالسوء. هؤلاء الشباب ليسوا غرباء عنا، فلم يأتوا من المريخ او من كواكب مجهولة، وانما هم منا وفينا، يعيشون معنا، هم الاخوان والابناء والازواج، نعرفهم ولكننا لا نعرف ماذا يدور بينهم في خلواتهم. وهنا تأتي مسؤولية البيت والاسرة. وما بال مدارسنا وجامعاتنا ووسائل الاعلام والتوجيه والارشاد التي تتحدث ليل نهار عن مكارم الاخلاق وآداب السلوك؟ ترى اين تذهب كل هذه التوجيهات والمعارف؟ انها والله لمصيبة الا تأمن الفتاة او المرأة على نفسها وهي في وطنها وبين من يدعون انهم (اخوانها) ولا تجد من يغيثها حين تحتاج؟ ولم يبق امامها الا ان تتعلم ما يساعدها على حماية نفسها من وسائل الدفاع المشروعة، ولا حول ولا قوة الا بالله.