تناقلت بعض وسائل الإعلام الأسبوع الماضي حكاية (فِيْل) كان يَسْبح في منطقة "ريدينغتون" بخليج ولاية "فلوريدا" الأمريكية، وذلك في ظلّ استغراب الحضور والمارّة الذين تساءلوا ما الحكاية؟ ولماذا ذاك الفِيل في البحر، وليس في الغابة أو حديقة الحيوان؟! وكانت الحكاية أن (كلوديا) المرأة الأمريكية التي تبلغ من عمرها (58 عاماً)، كان حلمها منذ نعومة أظفارها أن تحتفل بعيد ميلادها وهي تركب الفِيل على البحر؟! ورغم غرابة الحُلم وصعوبة تنفيذه إلا إن الجهات الخدمية المسئولة وتحت إصرارها، ساعدتها في تحقيق حلمها بعد اتخاذ الوسائل والتدابير التي تضمن سلامتها وسلامة المتابعين! فمجلس بلدية المدينة ومحافظها قد تساعدوا كثيراً مع "كلوديا" حتى أنهم خصصوا مكاناً لها على الشاطئ لإقامة حفل عيد ميلادها، فحققت مبتغاها بمساعدة الجميع الذين احتفلوا معها وفرحوا لفرحها!! بعد إكمالي لقراءة الخبر ذهبت في إغماءة سريعة وتخيلت تلك المرأة في إحدى الدول العربية التي تقتلها البيروقراطية، وتغيب عنها المواقف الإنسانية؟! فمن المؤكد أنه بمجرد نطقها سوف تتهم بالجنون، أو أنها تحمل فِكراً تغريبياً إمبريالياً، أو أنها تخطط لعملية تخريبية لتجفيف ماء البحر وتَبْلِيْطِه؟! فإذا سلمت من تلك الاتهامات سوف تحتار على أي الجهات تقدم؟! فكل مؤسسة حكومية من المؤكد أنها سَتَرْكُلها للأخرى! ولو وجدت بالواسطة مسؤولاً ما يتفهم رغبتها؛ أجزم أنه سَيُلْزِمُهَا بموافقات ربما تأخذ سنوات، مثل قصة إخراج (صُكُوك الأراضي والبيوت قديماً) تتحول المعاملة فيها إلى كومة من الأوراق تطوف البلاد؟! فإذا أسعفها العُمْر وانتزعت الموافقة، أجزم سيغالي التجار في أجرة الفِيْل، فإذا وجدت متبرعين أو داعمين لها، فسوف تكتشف بعد فرحتها بأن ما جاؤوا به ثور مُتَنَكّر في صورة فِيْل؛ حينها ستموت من القَهر، فإن عاشت سيقال لها: اشربي يا كلوديا من البَحْر وانسي الأحلام! [email protected]