يقلل اصحاب مصانع الاسمنت الآسيوية من استهلاك الوقود الاحفوري ويتجهون الى حقول الارز للحصول على وقود ارخص وأوفر وصديق للبيئة. وبدأت مصانع الاسمنت في أكبر مصدرين للارز في العالم تايلاندوالهند في استبدال الفحم بقش الارز ولان استخدام هذا الوقود يوفر ملايين الدولارات سيحذو منتجون اخرون للارز مثل الصين أكبر منتج للاسمنت في العالم وفيتنام وسريلانكا والفلبين حذو تايلاند قريبا. ومن الرواد في هذا المجال شركة سيام سيتي للاسمنت في تايلاند التي تقول انها انفقت 15 مليون بهات 360400 دولار على شراء معدات لمعاملة النفايات الزراعية وتوفر الان نحو 240 مليون بهات سنويا اي نحو اثنين في المائة من ميزانية التشغيل في العام الماضي. قال شومبون لرتشيونجسا مدير تطوير الطاقة قي سيام سيتي انه حل وسط. ولكن يلزم الاستثمار وبذل الجهود. الا انني أرى فرصة كبيرة في كل الدول الاسيوية خاصة الهندوالصين وفيتنام. ويستخدم صناع الاسمنت منذ وقت طويل مخلفات صناعية لاضافة مواد خام مثل الحديد والكلسيوم والسيليكون والحجر الجيري لتشكيل خلطة قوية تطحن مع الرماد ويصنع منها الاسمنت. ولكن المصانع الحديثة ليس لديها وقت لتحسين كفاءة الطاقة وخفض النفقات وتحتاج الى وقود ارخص لتشغيل القمائن وصهر الخلطة في درجة حرارة 1500 مئوية اي ثلث درجة الحرارة على سطح الشمس. وتستخدم شركات استرالية لصناعة الاسمنت مثل بورال المحدودة الاطارات القديمة. وفي الدول النامية الاسيوية يتوافر الوقود الزراعي. ويثير اعتماد شركات الاسمنت على الفحم قلق منظمات البيئة التي تقول ان تصاعد ثاني اكسيد الكربون من هذه المحروقات يضر الغلاف الجوي ويسهم في ارتفاع درجة الحرارة العالمية. ورغم ان قش الارز اقل ضررا للبيئة من الفحم الا انه ينفث ايضا ثاني اكسيد الكربون وان كان 20 في المائة فقط مما ينبعث من الفحم. وبخلاف توليد حرارة في القمائن فان رماد قش الارز يخلط مع الاسمنت ولذلك تنعدم المخلفات. ويشكل قش الارز ومخلفات عصر نواة نخيل الزيت نحو خمسة في المئة من احتياجات سيام سيتي من الوقود. تشتري الشركة نحو 200 طن من قش الارز يوميا من مضارب قريبة بنحو 150 بهاتا للطن ولكنها تحتاج الى أكثر من عشرة اضعاف الكمية. قال شامبون نستطيع أخذ بين 2000 و4000 طن يوميا ولكن مضارب الارز لا تستطيع توريد كل هذه الكمية. بجانب ان حجمها ضخم جدا ولذلك يصعب نقلها.. كما بدأت المضارب في رفع السعر لانهم يعرفون اننا نحتاج الى القش. قبل نحو عامين كان السعر 50 بهاتا للطن. ويطلق قش الارز 16 وحدة طاقة لكل كيلوجرام بالمقارنة مع 25 وحدة للفحم و19 وحدة طاقة لمخلفات عصر بذور زيت النخيل. ويطلق الكيلوجرام الواحد من الاطارات القديمة 30 وحدة طاقة. وقالت شركة سيام سيتي ان مسؤولين كبارا بمصانع اسمنت بالهند وفيتنام والفلبين وسريلانكا تابعة لمجموعة هولسيم السويسرية زاروا المصنع الذي يقع على مسافة 130 كيلومترا من بانكوك لدراسة استخدام قش الارز كوقود. وبدأت مصانع في الهند ثاني أكبر مصدر للاسمنت في العالم استعمال قش الارز ومخلفات الخيزران المستخدم في صناعة الاثاث كوقود. بيد ان التحدي الاكبر امام الشركات التي ترغب في استخدام هذا الوقود الزراعي ارتفاع نفقات النقل. وربما تشكل حقول الارز في المستقبل عنصرا مهما في قرارات شركات الاسمنت اختيار مواقع لمصانعها.