عندما يفكر الناس في انشاء اعمال تجارية صغيرة او كبيرة، دوما تكون التجارة التي يبدأها التجار عن مهنة امتهنها الاجداد فقد تنجح بشكل سريع لتكبر وتمتد او تنمو ببطء. فالاعمال التجارية التي تمتلكها بعض العوائل الكبيرة بدأت صغيرة ونمت مع نمو الاجيال التي توارثت ذلك المجال التجاري، ليديرها ذوو القرابة والدم من العائلة. وقد تتعرض تلك التجارة للنجاح والتوسع بتعاون اعضائها او بتحويل امورها (امور الشركات وادارتها) تحت خبراء مختصين في ذلك وباشراف المالكين ولاسيما لتحقيق الهدف المنشود في التطور او تتعرض للفشل نتيجة ضغوطات الاختلاف بين الملاكين فمثلا اشتهرت بعض العوائل في مجال الترفيه التجاري مثل عبدالمحسن الحكير والتي كانت تقتصر على ترفيه الاطفال في ملاه خاصة واصبحت الآن وبشكل كبير في ترفيه جميع افراد العائلة فأنشأت منتجع jungel land وغيرها من المنتجعات السياحية على ساحل البحر الاحمر لتشمل جميع مناطق البلاد. كما ان بعض الاعمال التجارية اصبحت عالمية فاصبح لها فروع في دول عربية واجنبية فمثلا: تجارة العود والعنبر الذي اختص به رجل الاعمال السعودي ابراهيم عبدالصمد القرشي وتجارة التحضرات التجميلية التي اختص فيها قزاز منتشرة في مختلف ارجاء الشرق الاوسط وغير ذلك من التجارات التي بدأتها الاسر صغيرة ونمت لتصبح كبيرة وعالمية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف استطاع هؤلاء من الوصول الى ماهم عليه الان ليس لهذا السؤال سوى جواب واحد وهو نتيجة الى التخطيط الممتاز المحلي بالصبر وقوة الطموح ونتيجة لهذه العوامل مع التعامل معها بحكمة وعقل (ادارتها بشكل ممتاز) استطاع هؤلاء الرجال من الوصول الى مبتغاهم ولكن السر هنا شيء واحد لا يستطيع احد منا انكاره وهو ان الاجداد الذين امتهنوا هذه الحرف وضعوا القواعد الاساسية لمشاريعهم ودعموا هذا البنيان بوضع الخطط المستقبلية التي ستضمن باذن الله مستقبل الاجيال اذين سيتوارثونها ونهج الاولاد والاحفاد وجميع الاجيال الذين بعدهم هذا النهج ووصلوا الى ماهم عليه الآن. الذين الفضل الاول يعود الى توفيق الله عز وجل، ثم للاجداد الذين هم اللبنة الاساسية لهذا النجاح. * جامعة الملك فهد للبترول والمعادن نظم المعلومات