** لا تتخيلون قدر سعادتي.. ** وكذلك شعوري بالاعتزاز والفخر.. ** والتقدير لشباب الأسر الكريمة الذين انخرطوا ومنذ البداية في العمل الخاص.. ولم يتجهوا إلى العمل الحكومي.. وذلك لأسباب عدة نذكر منها : ** أن عوائلهم الكريمة.. قد اختارت التجارة منذ البداية كصنعة.. وكتوجه.. وذلك بالتوارث أباً عن جد .. ** وأن العمل الخاص أصبح جزءاً أساسياً في ثقافة (العائلة) التجارية.. واأن هذه الثقافة قد أثرت بل وامتدت إلى الأجيال المتأخرة لتنتج لنا عقولاً.. وتكشف لنا عن مواهب متميزة.. وناجحة أيضاً في مشوار العمل التجاري المتنوع والمتعدد والواسع.. وإن طالت بعضهم المناصب الحكومية العليا.. ** وأن العمل الخاص أيضاً.. يمثل أرضية خصبة للإبداع.. وإثبات الوجود.. وتسجيل الحضور بشكل جيد بالنسبة لأفراد العائلة رجالاً ونساءً.. بعيداً عن بيروقراطية العمل الإداري وارتهانه لأنظمة وقوانين وإدارة تقليدية في أغلب الأماكن والأحيان.. ** وأن الدخل (الباذخ) الذي اعتادت عليه العائلة من وراء العمل التجاري المستقل.. والحر.. والمفتوح في كل الاتجاهات.. لايمكن أن يتحقق في المواقع الرسمية مهما بلغ تأهيل ابن العائلة.. ومهما كانت وظيفته فيه.. ** وأن المراكز العليا والمتقدمة التي تعوّد المجتمع على أن يكون للعوائل الكبيرة نصيب فيها.. تظل محدودة في كل الأحوال .. مقارنة بأعداد الشباب المتزايدة التي ترشح عن هذه العوائل، وبالتالي تقل فرصها في (الاستوزار) أو في الوصول إلى ما دون ذلك.. بصرف النظر عن مستوى التأهيل والكفاءة.. أو الإبداع الذاتي.. وذلك أمر طبيعي .. لأن سلّم وظائف المراكز العليا في الدولة يظل محدوداً.. ولايمكن أن يستوعب هؤلاء جميعاً.. ** شيء واحد.. قد يفتقده الكثيرون من هؤلاء الشباب المتميز بانخراطهم في العمل التجاري ألا وهو (الوجاهة) التي يوفرها المركز الحكومي المتقدم في العادة.. وإن كان العشرات من أبناء وبنات الذوات قد سجلوا بروزاً لافتاً في المجتمع من خلال نجاحاتهم الكبيرة في مجال التجارة.. والاستثمار.. والعمل في القطاع الخاص بشكل عام.. ** وإذا نحن دققنا في حقيقة من يقفون أمام الآلاف من المنشآت الصغيرة.. فإننا سنكتشف أن وراءها أعداداً هائلة من هؤلاء الشباب الذين ينتمون إلى هذه العوائل الكريمة.. لأنهم يعملون على تأكيد ذواتهم.. وبناء شخصياتهم المستقلة حتى عن العائلة نفسها.. فيبدعون.. ويتصرفون.. ويتحولون إلى أدوات وطنية منتجة.. وصانعة للمستقبل ليس لها فقط.. وإنما لمئات من الشباب والشابات السعوديين الذين انخرطوا في العمل معهم بكل امتنان.. وبحماس منقطع النظير.. وهذا ما يطمئننا إلى مستقبل شبابنا، وهذا ما يدعنا نمد أيدينا، شركاتٍ وبنوكاً ومؤسسات ودولة، لدعم هذه المشاريع الصغيرة لأن وراءها مئات العقول.. وخلف قيامها ملايين الأحلام الجميلة التي لايجب أن نقتلها فيهم.. ** وصدقوني فإن المستقبل الأجمل.. سيكون بمساهمات هؤلاء التجار الصغار.. والممتهنين للعمل الخاص بجدارة والعشاق للعمل الحر.. والمطلق .. لإبراز مواهبهم وبناء شخصياتهم المستقلة.. ** وصدقوني أيضاً.. أن في شبابنا من نقف احتراماً له.. وإعجاباً بقدراته الخلاقة.. فليسوا كلهم ضائعين أو غير مبالين.. أو غير جادين.. كما يقال ويتردد في كل مكان.. وكما يوصم به الشباب على الدوام.. *** ضمير مستتر: **(هناك من يصنعون أنفسهم .. وهناك من يصنعهم الآخرون.. وفي النهاية فإن من يصنعون ذواتهم يستطيعون صناعة غيرهم أيضاً).