بالأمس القريب، وتحديدا يوم السبت 18/12/2013م، وافق ذلك اليوم.. اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، تلك اللغة التي استصعبتها أجيال الأمة العربية، جيلا بعد جيل، فهانت على أهلها، وضعفت فيما بينهم، وبالتالي هانت على غير العرب إلا قليلا. لغتنا العربية لغة جميلة وراقية وباقية، رغم ما اعتراها وما يعتريها من معوقات، وتحديات، أبرزها: اللهجات العامية؛ الناتجة عن الكلمات الدخيلة من لغات أخرى على مر العصور. لغتنا العربية لغة شيقة، وثرية، لكن تحتاج فقط إلى أشخاص قادرين من أهلها، لديهم فطنة وفراسة تجعلهم ينفضون الغبار عنها؛ حتى تظهر على السطح بصورة سهلة وميسرة محببة لأبنائها الناطقين بها، وغيرهم، بعيدا عن التعقيد والغرابة في اللغة. الوسطية في كل شيء مطلوبة، حتى في استخدام لغتنا العربية، بحيث يجب ألا نسرف في استخدام غريب ألفاظها، وألا نتدنى أيضا بالعربية إلى الحضيض، سيرا وراء العاميات، ولغة الحرافيش التي تفسد العربية، وتضيع مذاقها ورونقها وجمالها. هناك عدة إجراءات يمكن بواسطتها إحياء اللغة العربية، والمحافظة عليها، خاصة مع اليوم العالمي للاحتفال بها، تتمثل في: - التمسك والاعتزاز بلغتنا العربية، مثل باقي الأمم الأخرى، التي تحترم لغتها، وتتمسك بها. - العمل على إحياء اللغة العربية في كل المحافل، والعمل على عدم طغيان اللغات الأخرى: كالإنجليزية، والفرنسية مثلا عليها في المدارس الأجنبية، والخاصة ببلداننا العربية. - العمل على نشر لغتنا العربية بصورة سهلة وبسيطة، ومحببة للنفس، من خلال تعاملاتنا اليومية، وفي كتاباتنا، وبرامجنا الإذاعية، والتليفزيونية، ونشراتنا الإخبارية. - تأهيل كل من له صلة باللغة العربية: كالمعلمين، ومذيعي البرامج والأخبار، للتحدث بالعربية السهلة البسيطة بصورة دائمة. -تشجيع المعلمين، ومذيعي البرامج، وكل عربي يتحدث العربية، على التحدث بها بصورة صحيحة، سهلة، مشوقة. - لتسهيل النحو أو قواعد العربية على أهل العربية، وغيرهم، لا بد من التركيز على أن النحو فرع المعنى: أي أنه لمعرفة الإعراب الحقيقي، يجب فهم المعنى العام للجملة أولا. -العمل على تنقية العربية مما اختلط بها من كلمات استعمارية، وغيرها، في بعض الدول العربية، خاصة تلك التي استعمرت منها. هذا غيض من فيض، من مجموعة الإجراءات التي يمكن اتخاذها؛ لنشر لغتنا العربية، والعمل على إحيائها، وإنقاذها من الضعف. أيها العرب «كبارا وصغارا»: أحيوا لغتكم العربية، وارفعوا قدرها وشأنها بين لغات الأمم، لأن من لا ماض أو أصل له، لا حاضر، ولا مستقبل له. فلغتكم العربية هي الماضي، والأصل، الذي يصنع لكم جسر الوصول للحاضر، والمستقبل.