تعتمد كبرى شركات تصنيع السيارات العالمية نظام " الثبات الالكتروني" المتطور الذي يساهم في تقليل معدل الحوادث الخطيرة بنسبة تصل إلى حوالي 50بالمائة. وتشير دراسات حديثة إلى احتلال حوادث السير المركز التاسع بين أكبر مسببات الوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي و يتوقع ان تحتل المرتبة الثالثة بحلول العام 2020.وتقدر المصادر المتخصصة عدد حوادث السير في المملكة إلى أكثر من 300الف حادثة سنوياً تتسبب في حوالي 3 آلاف حالة وفاة. وقال جيسيك ساوينسكي, المدير العام لمكتب الشرق الأوسط في شركة "بوش أوتوموتيف آفتر ماركت" (Bosch Automotive Aftermarket) بأن هذه الإحصاءات تعكس حتمية العمل على تعزيز وعي ملاك السيارات في منطقة الشرق الأوسط بأهمية تبني حلول وأنظمة سلامة متقدمة تساهم في تقليص الخسائر والإصابات الناجمة عن حوادث السير.وأعلنت "بوش" (Bosch), عن قرب إنتاجها للوحدة 10 مليون من برنامج الثبات الإلكتروني (Electronic Stability Program), المحور الرئيسي لبرنامج أبحاث السلامة الذي تدعمه الشركة. ويعد نظام التحكم بالثبات الإلكتروني (Electronic Stability Control) إحدى التقنيات المتطورة التي أثبتت فعالية فائقة في مجال التحكم بثبات السيارات, حيث بات التقنية التي توصي شركات صناعة السيارات بإستخدامها في كافة السيارات. كما كشفت هذه الدراسات عن انفاق دول مجلس التعاون الخليجي لحوالي 1بالمائة من جمالي الناتج المحلي لتغطية تكلفة الخسائر التي تتسبب بها حالات الوفاة والإصابات الناتجة عن حوادث السير. ويزيد معدل الخسائر والإصابات الناجمة عن مثل هذه الحوادث في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي عن مثيلتها في دول العالم المتقدمة التي توازيها في نسبة ملكية المركبات. وقال ساوينسكي: "تحرص السلطات الحكومية على تنظيم حملات منتظمة لتعزيز الوعي بضمانات السلامة التي يتحتم اتباعها في السيارات. ولتعزيز هذه الجهود, تعمل الشركة على تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لتدعيم مستويات الأمن والحماية ضد حوادث السير".ويعتبر برنامج الثبات الإلكتروني من تقنيات السلامة المتطورة التي تساهم في تفعيل وتعزيز دور أدوات السلامة التقليدية ومن بينها الأكياس الهوائية وأحزمة المقاعد. ويعمل البرنامج على المحافظة على توازن السيارة عند فقدان السيطرة على السيارة من خلال معاكسة إتجاه الحركة, الأمر الذي يكفل مستويات حماية متقدمة. كما يقوم البرنامج بالمقارنة بين إتجاهات تحرك السيارة والإتجاهات التي يحددها السائق عبر مراجعة المعلومات التي توفرها أجهزة الإستشعار الخاصة. وفي حالة عدم تطابق هذه الإتجاهات, يساعد النظام إما على إبطاء أو تسريع معدل الحركة من خلال تخفيض قدرة المحرك. وفي حالة إستمرار التعارض, يقوم النظام بتفعيل نظام الكوابح على إحدى عجلات السيارة. وتضمن هذه الحلول السيطرة الكاملة على إتجاهات حركة السيارة. وتؤكد دراسات دولية قامت بها شركات عالمية متخصصة من بينها "تويوتا" و"دايملر كرايسلر", المنتجة لسيارات "مرسيدس بنز" قدرة نظام التحكم بالثبات الإلكتروني على منع حوادث التصادم وحماية أروح الأشخاص. وبالرجوع إلى الإحصاءات الخاصة بحوادث السير, أشارت شركة "دايملر كرايسلر" إلى إنخفاض حصتها من هذه الحوادث في ألمانيا بنسبة 25بالمائة منذ إعتمادها برنامج الثبات الإلكتروني كمعيار قياسي في كافة سيارات مرسيدس. وفي المقابل, أشارت "تويوتا" إلى مساهمة هذا النظام في تعزيز مستويات الأمن في السيارات بالنظر إلى دوره المحوري في تقليل عدد الحوادث الخطيرة بمقدار النصف. ويتم تعريف حوادث السير بأنها الحوادث التي يفقد خلالها السائقون السيطرة على سياراتهم بدون تدخل عوامل خارجية