وردت الي رسالة من احدى القارئات لديها طفل معاق ذهنيا وتتساءل عن الحاجات التي يتطلبها هذا الطفل ونقول لها: الاخت/ م. س هناك حاجات عدة يتطلبها امثال هؤلاء الاطفال اهمها الحاجة الى التقبل الاجتماعي. يحتاج المتخلف عقليا الى الاحساس بتقبل الاخرين له، سوءا في المنزل او المدرسة والحاجة الى التقبل الاجتماعي عند المتخلفين عقليا اعلى منه عند العاديين، وقد وجد الباحثان ايضا ان الاطفال المتخلفين عقليا يثابرون على العمل لمدة اطول من الاطفال العاديين اذا ما تلقوا تعزيزا اجتماعيا. الحاجة الى الانجاز يشير احد الباحثين الى اهمية الانجاز في حياة الفرد وربطها بالذكاء، بمعنى انه كلما زاد الذكاء زادت الحاجة للانجاز، كذلك اشارت الدراسات الى ان الحاجة للانجاز ترتبط بظروف التنشئة الاجتماعية، فقد تفوق اطفال الاسر الغنية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا على اطفال الاسر الفقيرة. ويفسر ذلك بقوله: (ان حالات التخلف العقلي الخفيفة القادمة من اسر متخلفة لاتجد التشجيع الكافي لتنمية الحاجة للانجاز، وهذا يعني انه يمكن تنمية هذه الحاجة عند هذه الفئة بتحسين ظروف تنشئتها ورعايتها. * الحاجة للشعور بالكفاءة يتفوق العاديون عادة على المتخلفين عقليا في اثبات الكفاءة والاهلية، حيث يجاهد العاديون من اجل الوصول الى النجاح والتفوق، بينما يتردد المتخلفون عقليا نتيجة خوفهم من الفشل. وقد فسر هذا بان تكرار تعرض المتخلفين عقليا للفشل والاحباط يجعلهم سلبيين، وان ابداعهم في مؤسسات اجتماعية يجعلهم اكثر طاعة وخضوعا، ويضعف رغبتهم في اثبات كفاءتهم. الحاجة الى التقدير: ان احساس المتخلف عقليا بتقدير الاخرين له يؤدي الى ارتفاع تقديره لنفسه وبالتالي الى احساسه. بالامن والطمأنينة النفسية، وعلى العكس عندما يحرم الطفل من تقدير الاخرين يشعر بالعجز والفشل مما يجعله يعزف عن المشاركة في اي نشاط ايجابي. ويرتبط بهذه الحاجة ايضا الحاجة الى تعديل مفهوم الذات. من العرض السابق يمكن استنتاج ان المتخلفين عقليا اكثر عرضة لانعدام الصحة النفسية والتعرض لاضطرابات نفسية وعقلية، ليس بسبب تخلفهم العقلي فقط، ولكن بسبب الخبرات السيئة التي يتعرضون لها بتفاعلهم مع الاخرين مثل الفشل والاحباط والحرمان. من هنا نلمس اهمية توفير برامج للرعاية الخاصة للمتخلفين عقليا من سن مبكرة لوقايتهم من تنمية الاستعدادات السلوكية الخاطئة وغير السرية. فالطفل المتخلف عقليا في حاجة الى ان يعيش في كنف اسرة يشعر معها بالامن والطمأنينة، ويدرك التقبل من الراشدين المهمين في حياته، كالأب والأم والأخوة، ويحتاج الى التعليم والتأهيل المهني حتى يعول نفسه فيمارس حياته الاجتماعية كغيره من العاديين. * انتظروا حكاية الرجل الخفي..