@ كنت واثقا وأنا أحضر للإمارات بدعوة كريمة من اللجنة العليا المنظمة لبطولة العالم للشباب لكرة القدم ان هذه الاخيرة ستكون سابقة في تاريخ هذه المنافسات التي ظلت على مدى ثلاثة عقود تبحث لها عن موقع يضاهي في استراتيجيته فنيا واستشهاريا واعلاميا وجماهيريا مونديال الكبار. كنت واثقا من ان دورة 2003 لكأس العالم للشباب ستحدث انقلابا نوعيا في منظومة البطولات التي توجد تحت ادارة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لان ما تملكه الامارات كبلد قاهر للمستحيلات وكفكر مفتوح على كل صور الاعجاز يؤهلها لان تجعل من كأس العالم للشباب في نسخته الثالثة عشرة حدثا لا ينسى ليس عندنا نحن فقط ولكن عند النجوم الذين سيملأون فضاء الابداع الكروي في العالم. ولم يكن من باب استنساخ الشعارات الجاهزة القول ان بطولة كأس العالم للشباب نجحت تنظيميا من قبل أن تبدأ. فما يترسخ اليوم من انطباعات في خلد رجال الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما تراكمه ذاكرة المنتخبات المشاركة وكل الاعلاميين المواكبين من صور متفردة عن نجاعة ودقة وسلاسة التنظيم يقول ان الإمارات كسبت الرهان بامتياز وما يمكن ان يراه كل من يدوره في فلك هذه البطولة المتفردة بسحرها وجمالها اليوم وغدا لن يكون في رأيي إلا متوالية طبيعية لابداع إماراتي وعربي منتظم في الزمان والمكان. فهنيئاً للإمارات برسالتها الكونية الجديدة وهنيئا لنا كعرب هذا النجاح المبهر الذي حققته بطولة العالم للشباب قبل أن تبدأ وقبل أن تنتهي. ولان الاتحاد الدولي لكرة القدم كهيئة تؤسس حاضرها ومستقبلها على فكر استثماري، يجعل من المستديرة فضاء تتوحد من حوله قلوب العاشقين وعقول المستثمرين، فان أكثر ما تراهن عليه عند تنظيم أي بطولة هو الاقبال الجماهيري. وقد شاهدنا لزمن طويل كيف ان كأس العالم للشباب عانت من الاقبال الجماهيري، الا ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يمكنه اليوم ان يضحك ملء شدقيه ليس لأن كأس العالم للشباب تعرف نجاحا تنظيميا لا يقاس بأي نجاح آخر. ولكن لانها ولأول مرة تعرف مثل هذا التوافد القياسي على المباريات. فما خلت أي مباراة من مباريات الدور الاول من الجماهير، وفي ذلك حكمة أبدعها الفكر الاماراتي، مثلما أبدع كل هذه التحف الهندسية الرائعة على الصحراء. عندما كنت أشاهد على ملعب الجزيرة الابيض الاماراتي وهو يلاعب في مباراة مصيرية منتخب بوركينافاسو. وعلى شاشة التلفزة مباراة البرازيلواستراليا لم يكن يدور بخلدي أبدا ان منتخب الامارات سيقوده تأهله الكبير لمواجهة منتخب استراليا الذي أدخل شباب السامبا متاهة مرعبة لم يخرج منها إلا وقد طارت منه النقاط الثلاث. جريدة الاتحاد الاماراتية