اضطر البيت الابيض للاعتراف بأن الطائرة التي شاهد قبطانها طائرة البوينغ 747 الرئاسية الامريكية (اير فورس وان) خلال توجهها سرا الى بغداد الاسبوع الماضي، لم تكن تابعة لشركة (بريتيش ايرويز) الجوية، خلافا لما ذكر سابقا. وكان مدير الاتصالات في البيت الابيض دان بارتلت الذي قدم تفاصيل عن رحلة الرئيس الامريكي جورج بوش الى بغداد قبل اسبوع، اوضح ان قبطان طائرة تابعة للشركة البريطانية لمح الطائرة الرئاسية الامريكية. واضاف بارتلت ان قبطان الطائرة البريطانية سأل اقرب برج مراقبة (أليست اير فورس وان التي رأيتها؟). واجابه البرج (لا انها +غولف ستريم+5)، وهي طائرة اصغر من الطائرة الرئاسية الامريكية. لكن هذه الرواية بدأت تتفاعل عندما توجهت الصحافة الامريكية بالسؤال الى الشركة البريطانية التي اوضحت ان ايا من طائراتها لم تتصل بأي برج مراقبة في موضوع الطائرة الرئاسية الامريكية في 27 نوفمبر.واكد المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان حوارا مع ملاح طائرة اخرى جرى لكنه اعترف ان تلك الطائرة تابعة (لشركة غير بريطانية) لم يكشف هويتها. وتواجه الرئاسة الامريكية جدلا آخر يتعلق بهذه الرحلة، فقد ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) في عددها الخميس الماضي ان طبق الديك الرومي الذي حمله جورج بوش بفخر خلال العشاء مع القوات الامريكية في بغداد لم يكن مخصصا للاكل، مضيفة ان الديك الرومي الذي طبخ وزين من اجل الطبق التقليدي ليوم الشكر الذي احياه بوش مع القوات الامريكية في بغداد، لم يؤكل ولم يكن من الممكن اكله. واكتفى ماكليلان بالرد (لا اعتقد ان هذا الامر يستحق التعليق)، لكنه اوضح ان شجرة يوم الميلاد التي وضعت الخميس في البيت الابيض (حقيقية على حد علمي). ورغم ذلك رفض البيت الابيض الانتقادات لصور الرئيس قائلا إنها لم ترتب مسبقا.وكانت قد نشرت صور في أنحاء العالم توضح بوش مبتسما وهو يرتدى سترة عسكرية وسط الجنود الامريكيين في بغداد ممسكا بصينية كبيرة. وكان على الصينية ديك رومي محمر يلمع مزينا بالفواكه والخضراوات وهي الوجبة التقليدية التي اعتاد الامريكيون تناولها في الاحتفال بيوم الشكر. ورغم أن الصور ربما أعطت انطباعا بأن بوش نفسه يساعد في إعداد وتقديم هذه الوجبة التقليدية، فإن ما حدث بالفعل هو أن الجنود الامريكيين تناولوا وجباتهم كالمعتاد على شكل بوفيه مفتوح مثلما يحدث في أي مقصف عسكري عادى.وذكر مراسل صحيفة"واشنطن بوست" الامريكية مايك آلين - الذي كان الصحفي الوحيد المرافق لبوش في رحلته الخاطفة - ان البيت الابيض يزعم أنه لا الديك الرومي المزيف ولا طريقة الرئيس في حمله لالتقاط الصور كانت عملية معدة مسبقا. وفي الوقت الذي يحاول فيه خبراء الدعاية تأكيد أن بوش كان يبدو في موقف إيجابي فإن الصحافة الامريكية والسياسيين المعارضين كثيرا ما انتقدوا الدعاية القوية التي تحيط ببوش.