عاد الطفل من مدرسته منهكا.. القى حقيبته، وتوجه لغرفته.. استلقى على سريره.. مضت عدة ساعات وهو في فراشه.. استغربت الام امره فمنذ ان عاد لم يتغد ولم يأكل شيئا!! فما السر ياترى؟! دخلت عليه ليطمئن فؤادها.. نظرت اليه، فاذا بوجهه ازداد احمرارا.. ونيران الحمى تنبعث من جسمه.. لم تتحمل الام الحنون الموقف وسرعان ماهرعت الى الاب.. لنذهب بابنك للمستوصف فلقد اعيته الحمى.. بدل الاب ملابسه وسبقهم ليخرج السيارة من (الكراج) ولكن لاجدوى!! فلقد حالت بينه وبين مايريد سيارة ذلك الاناني، الذي لم يجد الا باب الكراج ليوقف سيارته امامه.. خرجت الام مع ابنها، جلس الجميع ينتظرون ذلك الفوضوي، ولكن هيهات! فالوقت يمضي ولم يعد ذلك المنتظر.. جلس الاب على اعصابه محتارا! (والله ورطة) (شنسوي اللحين) هل اتصل بالمرور ليسحب السيارة؟! ام انتظر..؟! ام اطلب سيارة اجرة اتجه الاب الى الهاتف، ضغط الازرار.. طلب سيارة اجرة.. ماهي الا دقائق معدودة لا وسيارة الاجرة امام المنزل.. ركب الجميع.. ما ان تحرك السيارة، الا وذلك الاناني يأتي يجر رجليه، ركب سيارته بكل جرأة بدون مبالاة او اعتذار.. لا احم ولا دستور؟!! بصفة يومية تمر بنا هذه المواقف.. توقف سيارتك امام محل تجاري، مسجد، دائرة حكومية.. فاذا خرجت فانت مضطر للانتظار مزيدا من الوقت الى ان يأتي ذلك الاخ فيتفضل عليك بتحريك سيارته، ويسمح لك مشكورا بالخروج، رافعا شارة الانطلاق.. لماذا لايفكر ذلك الشخص في حاجات الناس وضرورياتهم؟! لماذا لايفكر بمعاملة الاخرين بالحسنى؟! لماذا لايلزم نفسه بالوقوف في موقف بعيد ويبتعد عن الضرر؟! لماذا يصر على الوقوف في اقرب مكان ويتكاسل عن المشي ولو عدة خطوات؟! وكم تحصل الخصومات والشتم والدعوات بسب هذا التصرف المشين. ناهيك عمن يأتي للصلاة متأخرا والامام في الصلاة، فحرصا على ادراك الامام يوقف سيارته في وسط الطريق، وما علم ذلك المتهاون ان ازالة الضرر عن المسلمين اولى من ادراك الركعات.. ولقد ارشدنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الى رد الاذى ومنعه بشتى طرقه فقال صلى الله عليه وسلم: (اياكم والجلوس في الطرقات، قالوا: يارسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فاذا ابيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يارسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الاذى، ورد السلام، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ونهى الشارع الحكيم ان يضر الرجل اخاه لابتداء ولا جزاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاضرر ولا ضرار) لا احد ينكر ذلك ولكن الانسان متى ماتمكنت منه الانانية وقصر تفكيره على مصالحه فحسب.. لم يقدر قدرا للاخرين!! فيا ترى متى تضمحل هذه الظاهرة (الغير حضارية)؟؟! اترك الاجابة لك اخي العزيز!!