اكد فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك على ضرورة تحذير الشباب من الانجراف وراء المفاهيم المغلوطة والافكار الهدامة وقال ان ماجاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم من الحث على التمسك بالكتاب والسنة يكفينا لان نعيش في ظل الامن والامان والسلامة الدائمة. واضاف ان العقيدة التي قام عليها دين الاسلام هي عقيدة وسطية بين الغلو والجفاء وهي عقيدة سمحة قال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وقال تعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا). واوضح بان عقيدة التوحيد جاءت لتحافظ على الضرورات الخمس وهذه العقيدة هي مذهب اهل السنة والجماعة وهي العقيدة التي فهمها السلف الصالح رضوان الله عليهم منذ عهد الخلفاء الراشدين واي انحراف عن النهج يعد خللا عقديا ومن تلك الانحرافات العقدية الغلو في الدين وقد عرفه العلماء بانه الافراط وتجاوز الحد وهو مذموم لانه افراط وهو رذيلة كما ان التفريط كذلك والاعتدال فضيلة. ولما كان الغلو ممقوتا مذموما وصفه الله تعالى بانه غير الحق لذلك كان يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لاتطروني كما اطرت النصارى المسيح عيسى بن مريم فاني عبدالله ورسوله قولوا عبدالله ورسوله). ومن كلمات علي رضي الله عنه عليكم بالنمط الاوسط يلحق به التالي ويرجع اليه الغالي.. واضاف مبينا ان الوسط هو مركز الدائرة التي ترجع اليه الاطراف المتباعدة عن يمين وشمال قال تعالى: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وقوله تعالى: (ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه). وبين فضيلته بأن الغلو سبب للفرقة والاختلاف بل قد يصل الى التقاتل والتناحر وهو ضد اعظم اهداف الدين الداعي الى جمع الكلمة واتحاد الصف ونبذ الخلاف والفرقة قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).. لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التنطع في الدين وهو التشدد والغلو عن ابي مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون) قالها ثلاث وفسر الامام النووي ذلك بانهم المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في اقوالهم وافعالهم وهو مأخوذ من النطع وهو الغار الاعلى من الفم استعمل في كل تعمق قولا وفعلا. واوضح فضيلته بان المتأمل في منهج الغلو يجده طريقا يؤدي الى تفكك الامن وسببا من اسباب هلاكها ولذلك حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اياكم والغلو في الدين افإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). قال تعالى (قل يا أهل الكتاب لاتغلو في دينكم غير الحق) اي لاتتجاوزوا الحد في اتباع الحق ولا تطروا من امرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن خير النبوة الى مقام الالوهية.. وحذر الشيخ عبدالعزيز من الغلو ودعا الى الفهم الصحيح للعقيدة الاسلامية فقال هناك فرق بين المطالبة بالتمسك بالحق والدفاع عنه وهذا نحن مأمورون به ولا يجوز لنا التفريط فيه وبين الغلو وهو تجاوز الحد ومن هنا جاء الخلل والخلط عند بعض الناس واكد على اتباع المنهج الوسط ذاكرا بانه يسير بالامة الى بر الامان ويبعدهاعن المزالق والمخاطر في كل عصر ولن يتأتى هذا الفهم الا بطلب العلم من مصادره وبالتتلمذ على العلماء الموثوق في عملهم وفهمهم وايضا في التثبت وسؤال العلماء عن المشاكل كما ان الباب مطلوب منهم عدم الانحراف وراء العاطفة المجردة وعدم التأثر ببعض المفاهيم الخاطئة وان كان في ظاهرها الحرص على الاسلام واهله اسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويثبتنا على دينه.