تخيل ما قد يحدث إذا تولى أحد مالكي فرق كرة القدم مسئولية الفريق بدلا من المدرب وقام باتخاذ قرارات للعب بدلا من المدرب الذي لديه خطط ونظريات وتجارب في اللعب .. حتما سيكون الوضع محرجا . هذا هو ما فعلته واشنطن حيال العراق . حيث فقدت قطعة كبيرة من العالم استقرارها وانهارت خزانة الولاياتالمتحدة وزادت الأمور سوءا تلك الحقائب التي تصل ممتلئة بالجثث في تكتم وحذر بعيدا عن أعين كاميرات التليفزيون في مطار دوفرديل .. ربما يكون ذلك ما خطط له بوش لكن اليوم يتضح في كل يوم عن الأخر لقد دخلنا حرب العراق بدون خطة لمرحلة ما بعد الحرب بتفاؤل واهم وبلا أي اساس من الصحة . إن جورج بوش أبكم ولكنه وقبل ان يقرر المضي في طريق الرئاسة كان عنيدا متصلب الرأي وبلا أي معلومات عن شئون بلاده الخارجية بمعنى أخر كان غير مبال وكم من الأمريكيين في مثل سنه تتاح له الفرص والإمكانيات والترابط الأسري ليذهبوا في رحلات في لندن وباريس وروما هكذا تمضى حياة هؤلاء الأمريكيين ان عقله كان مثل اللوح الفارغ كي يخطط ويرسم حيلا فكرية لهدف متهور وهو إعادة تشكيل جغرافيا الشرق الأوسط ، وقد فتحت أحداث 11 سبتمبر الطريق لذلك . إن اكثر ما يؤثر في طريقة التخطيط خاصة في الجانب الدفاعي هو القوة والتجربة فما الذي اثر في خطط الحرب لدينا؟! إن معظم مسئولي البلاد لدينا قابلوا أحمد الجلبي العراقي المنفي من بلاده وفتنوا به وصدقوا كل تأكيداته لهم بأن الإدارة الأمريكية ستحقق شيئا يرغبه الجميع وهو استبعاد صدام حسين وان مرحلة ما بعد الحرب ستكون هادئة وان العراق سيمضي في متنزه الديموقراطية وان الورود ستنثر في الطريق وستحقق بسرعه نموذج الديموقراطية الأمريكي في بلدها ذلك الازدهار الذي لن يستطع جيران العراق أن يقاوموه وأن تكاليف كل ذلك سيدفعها البترول العراقي وإذا لم يحدث ما توقع فان خطة حريصه للحرب قد تنفذ تبعا لفشل هذه التوقعات وهي عدم وجود خطة بديلة وبلا مساعدة كافية من الآخرين وبدون ادنى توقع لان يساهم البترول العراقي في دفع التكاليف. هذا هو ما نحن بصدد مواجهته الآن " حالة تفاؤل كبيرة من دونالد رامسفيلد" عن محاولاتنا لاقصاء صدام وسعت رقعة الحرب وقادتنا لغزو واحتلال العراق ، وانتهك ذلك كل ما نحاول أن نحققه .. كما انه بلغ علينا خسائر مادية وبشريه لا تحصى اننا لا نرى الأن أي استراتيجية للخروج من مأزق ذهابنا للعراق واحتلالها دون تفويض من الاممالمتحدة ذلك التصرف الذي من شأنه ان يفسد أي استجابه دولية لقراراتها ضد أي عدوان محتمل حدوثه ضد الولاياتالمتحدة ، عن المنطق يقول اننا ما كان يجب علينا أن نخوض حرب العراق هذه ولكن الحقيقة اننا فعلنا . والمشكله الآن هي كيف نخرج من هناك دون المزيد من الخسائر المؤسفه ودون أن يتحول الامر لكارثة مفجعة .. ان أفضل أمل لنا الآن هو ان يساعدنا العالم بالقوات والأموال وبتدويل هذا الغزو . لكن بوش لازال يتصرف بعناد وأصر ان يقوم بالتزامات المدرب .. فماذا الأن أيها الزعيم؟؟ واشنطن بوست