اكد دبلوماسيون ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري تحريات لمعرفة هل هناك صلة بين ايرانوباكستان بعد ان اعترفت طهران للامم المتحدة بان برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي اعتمد على تصميمات شركة اوروبية تبدو مطابقة لتلك التي استخدمتها باكستان خلال مساعيها لصنع قنبلة ذرية. وقال دبلوماسي غربي ان طهران التي تتهمها واشنطن بالسعي لاكتساب اسلحة نووية ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت على التصميمات من وسيط لم تحدد الوكالة هويته، الا انه لم يتضح من اين حصل الوسيط على التصميمات. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير ان ايران ابلغت الوكالة انها حصلت على التصميمات الخاصة ببرنامج الطرد المركزي من وسيط اجنبي نحو عام 1987، حيث يستخدم الطرد المركزي في تنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود او في صناعة الاسلحة. وبحسب خبراء فان القدرة على انتاج هذه المادة مهم لاي برنامج تسليح وهو اكبر عقبة لابد لاي دولة لها طموحات لصنع قنبلة نووية من تجاوزها. وقال دبلوماسيون كثيرون على دراية بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التصميمات كانت لجهاز تنتجه وحدة تخصيب هولندية تابعة لشركة يورينكو وهي كونسرتيوم بريطاني هولندي الماني رائد في مجال صناعات الطرد المركزي. من جانبه قال علي اكبر صالحي سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لا يعلم شيئا عن استخدام ايران لاحد تصميمات شركة يورينكو، مضيفا ان هذه معلومات جديدة بالنسبة لي. وفي بيان لشركة يورينكو قالت فيه انها لم تنقل اي تكنولوجيا طرد مركزي او معدات في هذا المجال الى ايران، وتابعت " تود يورينكو ان تؤكد انها لم تنقل قط أية تكنولوجيا او مكونات الى ايران في اي وقت، كما نفت باكستان التي يقول خبراء في منع الانتشار النووي ودبلوماسيون انها استخدمت تصميمات يورينكو وايران مرارا اي تعاون بينهما في المجال النووي، مصرة على ان برنامجها للطرد المركزي برنامج محلي صرف وانها لم تتلق أية مساعدة من اي نوع من الخارج سواء من باكستان او من اي جهة اخرى. وكان عبد القادر خان ابو القنبلة الذرية الباكستانية قد عمل في وحدة تخصيب يورانيوم تابعة لشركة يورينكو بمدينة الميلو الهولندية في السبعينات، وبعد عودته الى باكستان ادانته محكمة في امستردام غيابيا بالتجسس النووي لكن محكمة الاستئناف ابطلت الحكم واقر خان انه استفاد من خبرته على مدى سنوات من العمل في مشروعات مشابهة في اوروبا ومن اتصالاته بعدة شركات تصنيع، الا ان ديفيد البرايت مفتش الاسلحة السابق بالامم المتحدة ورئيس معهد العلوم والامن الدولي قال يعتقد على نطاق واسع ان خان اخذ هذه التصميمات وطورها، ومن المعروف ان خان زار ايران لكن الدبلوماسيين يقولون انه لا دليل على وجود صلة تربطه ومختبراته في باكستان. وتتهم الولاياتالمتحدةايران باستخدام برنامجها للطاقة النووية الذي اخفت اجزاء منه عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طيلة 18 عاما كواجهة لبناء قنبلة ذرية. ويوم الاربعاء وافق مجلس محافظي الوكالة بالاجماع على قرار "يأسف بشدة" لاخفاء ايران معلومات عن برنامجها للتخصيب عن طريق الطرد المركزي طيلة عقدين ولكنه اشاد في الوقت نفسه بوعودها بالتزام الشفافية من الآن فصاعدا. ومازالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفحص برنامج التخصيب الايراني لمعرفة اصل اثار اليورانيوم العالي التخصيب الذي عثر عليه مفتشون في مصنع ناتانز للتخصيب وشركة كالاي للكهرباء. ويقول دبلوماسيون وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي ان برنامج الطرد المركزي الايراني الذي اعتمد على تصميمات شركة يورينكو حالفه فيما يبدو نجاحا اكبر من الذي حالف برنامج باكستان منوهين الى ان باكستان تخلت عن نموذج يورينكو في نهاية الامر واختارت نموذجا آخر. وفي ذات السياق قال الدكتور كمال خرازى وزير الخارجية الايرانى ان قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حقق غالبية مطالب ايران على الرغم من ان القرار يحمل فى طياته بعض المسائل التى تتعارض مع المصالح الايرانية 0 وقال خرازى فى مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الايرانى ان موضوع عدم احالة الملف النووى الايرانى الى مجلس الامن يعد نصرا كبيرا بالنسبة لايران رغم الاتفاقات التى جرت خلف الستار بين الامريكيين والاوروبيين والتى حاولت الحيلولة دون تحقيق ذلك. واضاف ان هذا القرار كشف وبشكل لا يقبل الشك عن نجاح سياسة الحوار والتعامل القائم على اساس الاحترام المتبادل وفشل سياسة تشديد الضغوط والحصار التى تتبناها الولاياتالمتحدة على الدوام. واشار الى ان سياسة الحوار التى انتهجتها اوروبا اكدت عمليا ان احترام ايران سيؤدى الى التوصل الى نتائج مرضية 00 مؤكدا ان انتصار سياسة الحوار مقابل سياسة الضغوط يعد نصرا متعدد الجوانب ضد السياسة الآحادية لامريكا.