ولقد طالعت رد الدكتور تركي الحمد، وهو من نعرفه بشخصه (وأحفظ له أسبقيتين: الفهم.. والعمر! ) على أن من تعجلوا يطرقون بابه قبل أن يجف كلام الشيخ التائب علي الخضير، ربما كانوا ينتظرون من الحمد تشفيا يروي غليل هذا الجري، وهذا الطرق، ولكن دعوني أكلمكم عن الحمد أولا.. تركي الحمد شخص ظله أكبر من أصله، وبالتالي فهو يبدو من كبار الكتاب على أن هذا هو الظل، أما الأصل فإنه في غاية البساطة، قليل الهيكل، من أكثر الناس خفة في الاحتفاء بكل الناس، ومن أكثرهم تخففا من زخارف الشخصية، ومن وهج المظهر.. قد تصادفه في أي منعطف ولا تحسبه إلا من سحابة المارين. وهو أقل من ظلِّه جرأة مع الناس في النقاش والحديث، حيث لا يسعفه صوت مجلجل، فإن حنجرته لا تكاد تصل إلى أذنيه. ولا تملك إزاء شخصه إلا هذه المهادنة التي تنطبع به وعليك من الوهلة الأولى، غير أن ظله الفكري من الممكن أن يستفِزَّ كل من طبعه أن يُستَفَز ! على أن الحمد لم يلغ، ولم يشر بأي تشفٍّ شخصي. وهذا ظننا في الحمد، وهذا الذي خيب كل من جرى وطرق يريد أن يولع شيئا من النار.. الشيخ تاب، والله هو التواب، ومن لم يتصيد التأليب فهذا فضل يساهم في رصّ صف الأمة!