لا شك في أنهم بشر ويمتلكون مشاعر تحتويهم ويرغبون في الإفضاء بها إلى من يحبون.. لكن أداء الواجب وتحمل المسئولية يجعلانهم يحجمون عما في دواخلهم ويحتفظون بها لأنفسهم مفضلين أن يفرغوا بعضاً منها في عملهم داخل أروقة المستشفى وبين أسرّة المرضى. وإذا كان البعض يعتقد أن هذا مجرد عمل روتيني تقتضيه ظروف العمل فلعل هذا الاعتقاد خاطئ، ذلك لأن هذا واجب إنساني يؤديه (العاملون في العيد) بطيب خاطر ورغبة في خدمة الوطن وإسعاد المجتمع من خلال إسعاد المريض. واليوم رافقت هؤلاء في جولة استطلاع خرجت منها بهذه الحصيلة تقدمها للقراء الأعزاء لا تطفئوا فرحة الأطفال يشير الممرض (وليد صالح الشقاوي) إلى أنه في كل إجازة يحرص على المناوبة في المستشفى، لأن عمل التمريض عمل إنساني كونه يقدم خدماته للمرضى ويعي أنهم يقدرون له عمله خلال إجازة العيد التي تمر عليه وهو يعمل بهمة ونشاط، مؤكداً أنه يسعد بهذا العمل رغم أنه بعيد عن أهله. ويضيف الشقاوي: إن العمل يحتم عليه أن يبذل الكثير من الجهود لكي يساهم في تطوير أدواته المهنية، ولذلك فهو لا يفرق بين الأيام العادية أو إجازة العيد مشيراً إلى أنه بهذا يرضي ربه أولاً ومن ثم طموحه الذي يسعى لتحقيقه. وعن أصعب المواقف التي تواجهه أيام العيد قال: الحوادث المرورية والحالات المرضية التي يرى فيها المصابين خلال أيام العيد تتسبب له في إحباط لأن البعض من قائدي المركبات يتجاوزون التعليمات المرورية، في الوقت الذي يجب أن يدركون حقوق المارة والمركبات الأخرى موجها حديثه للسائقين المتهورين أن لا يطفئوا فرحة الأطفال في هذا العيد السعيد. وأكد الشقاوي أن عمله خلال العيد يكون ممزوجاً بالحب لأنه يحاول أن يخرج المرضى وجميع المصابين من حالتهم النفسية لأن العيد لغرس الابتسامة والفرحة على وجوه الجميع. نكهة خاصة وتقول هيفاء الحسين إن عملها خلال أيام العيد له فوائد كثيرة كونها تعي الدور المنوط بها، فالعمل شرف، ورغم كل الصعوبات التي تواجهها في إجازة العيد إلا أنها سعيدة بهذا الدور، مشيرة إلى أن خدمة المرضى ومعايشة فرحة العيد معهم من خلال هذه الخدمة تجعلها في قمة السعادة. -وأكدت هيفاء حسين قولها: إن الدور الذي نقوم به ليس سهلاً وعلى جميع من يقوم بهذا العمل أن يعرف أن هذا الدور كبير ومهم، مشيرة إلى أننا نجد التقدير الكافي من المسئولين ومن المرضى وهذا يكفي. وتضيف هيفاء: إنها تجد متعة خلال العمل في العيد لأن جميع المستشفيات الحكومية تقوم بعمل برامج لإخراج المرضى من أجواء المرض من خلال توزيع الحلوى والورود عليهم، مؤكدة على الدور الذي يقوم به باقي الطاقم الطبي من كوادر طبية وفنية وما يقومون به من أجل إسعاد المرضى وكافة شرائح المجتمع وتقديم كل ما من شأنه إدخال السرور للمرضى في العيد. أبعاد إنسانية وتؤكد نورة الخميمي أنها تساهم من خلال عملها بالأمن في مستشفى الدمام المركزي على أن يكون عملها خلال العيد يحمل أبعاداً إنسانية فهي تقرأ التقدير ونظرات الإعجاب من المريضات كونها تخدم المجتمع من خلال عملها. أما سعاد العبد الله فتقول: إن جميع الكوادر العاملة في العيد ترى أن واجبها خدمة المجتمع والعمل على أن تقدم أرقى الخدمات لجميع من يحتاج إلى خدماتها من النساء بحكم أنها تعمل في قسم نسائي. وعن بعدها عن أسرتها تقول سعاد: إن هذا الأمر لا يقلقها وليس مهما أن تعيش بجانبهم خلال هذه الإجازة ما دامت تقدم عملاً إنسانياً خصوصاً أنها تحاول اقتناص فرصة رجوعها من العمل للمعايدة قدر الاستطاعة. دور مهم جداً ويرى فني الأشعة ماجد اليامي أنه يقوم بدور مهم كونه يعمل خلال إجازة العيد، مؤكداً أن العمل يجب أن يتكامل وعلى كل شخص مكلف في العيد أن يقوم بدوره حتى لا يشعر المريض بأي نقص. وأشار اليامي إلى أنه يستشعر المسئولية الملقاة على كاهله ليرد جزءا من الدين الواقع عليه وفاء للوطن الذي أعطاه كل شيء ولم يبق سوى الوفاء بالجميل، مشيراً إلى أن هذا الدين هو أن أحافظ على مهنتي وعلى عملي في هذه الإجازة التي ينعم بها الجميع بالراحة ونحن هنا نؤدي الواجب. عودة المياه إلى مجاريها وعن بعض الخلافات التي تحدث بين الزملاء يقول اليامي: إنها فرصة لتناسي هذه الخلافات وأن ترجع المياه إلى مجاريها في هذه الإجازة المباركة مؤكداً أن هذه نعمة كبيرة علينا والواجب أن نحمد الله عليها. واجب عظيم أما بشير صادق علي فيرى أن العمل خلال إجازة العيد واجب عظيم مضيفاً قوله: إن الكوادر السعودية تقوم بدور كبير لخدمة المرضى خلال أيام العيد، فنحن السعوديين قادرون على العطاء في هذا المجال ولن نقصر في ذلك مهما حدث.