بعد التفجيرات الانتحارية في اسطنبول الأسبوع الماضي أصبحت تركيا، التي لها علاقات وثيقة بالولاياتالمتحدة وإسرائيل، على الخط الأمامي في الحرب ضد الإرهاب. ورغم أن أنقرة في استجابة للرأي العام قد سحبت عرضها بإرسال قوات إلى العراق بعد انتهاء الحرب بقيادة الولاياتالمتحدة فان قابليتها للاختراق اتضحت بعد سلسلة من التفجيرات المدمرة.. اثنان أمس الاول الخميس واثنان السبت الماضي.قال فواز جرجس الأستاذ بكلية سارة لورانس "غزو الولاياتالمتحدة للعراق ألحق أضرارا جسيمة بمصالح الغرب وخاصة الأمريكية والبريطانية كما زاد من استقطاب الشرق الأوسط." وأضاف في حديث مع شبكة سي.ان.ان. الأخبارية ان القاعدة ومنظمات متشددة أخرى تحاول استغلال هذا الشعور بالغضب لمواصلة الحرب ضد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأيضا مجتمعات وحكومات إسلامية. ويبدو ان تفجير القنصلية البريطانية والمركز الرئيسي لبنك اتش.اس.بي. سي. تم تدبيره ليتزامن مع محادثات يجريها الرئيس الأمريكي بوش في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حليفه الرئيسي. وقبل خمسة أيام وقع تفجيران انتحاريان مماثلان في معبدين يهوديين في اسطنبول. بلغ إجمالي القتلى 51 شخصا على الأقل والجرحى مئات. وطالما اشادت واشنطنبتركيا العضو بحلف شمال الأطلسي كديمقراطية إسلامية نموذجية يمكن لدول إسلامية أخرى إن تحذو حذوها. وتبنت مسعى أنقرة للاندماج في الغرب عن طريق عضوية الاتحاد الأوروبي وتنامي العلاقات مع إسرائيل. وقال كينيث كاتزمان خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز أبحاث مكتبة الكونجرس انه إذا كان المهاجمون ينتمون إلى تنظيم القاعدة كما يشك كثيرون فإنها تكون قد عادت إلى استراتيجيتها في بداية التسعينات. وقد استهدفت القاعدة الولاياتالمتحدة بسلسلة من الهجمات بلغت الذروة في 11 سبتمبر 2001 بضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع " البنتاجون" في واشنطن. وأضاف كاتزمان يقول ان الهجمات جعلت واشنطن اكثر وجودا في الشرق الاوسط مما حفز القاعدة وحلفاءها على التركيز من جديد على أهداف إقليمية مثل الهجمات الأخيرة على السعودية ثم تركيا. وقال كاتزمان انه رغم معارضة تركيا المبدئية لحرب العراق فانها في الاونة الأخيرة وافقت على إرسال قوات للعراق ثم عادت وسحبت عرضها فان كثيرين يعتقدون ان انقرة تؤيد الولاياتالمتحدة في احتلالها للعراق. قال سونر كاجبتاي مدير البرنامج التركي بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى " نعم أنها هجمات على بلاد او مصالح تبدو متحالفة مع الولاياتالمتحدة". وقال مسؤول بالكونجرس انه بعد الهجمات على المعبدين السبت الماضي باتت تركيا ساحة اخرى للحرب ضد الإرهاب. ولكن في الهجمات الأخيرة يبدو ان القاعدة تعاقب تركيا مباشرة لاختياراتها العلمانية الديمقراطية الموالية للغرب طيلة عقود. ويستبعد مسؤولون امريكيون ومحللون تلميحات بان تكون واشنطن قد قدمت مطالب لانقرة اما رفضتها او لم تستطع تنفيذها. وكانت تركيا قد تعاونت مع الولاياتالمتحدة واسرائيل في مكافحة الإرهاب ولكن بعد هجمات هذا الاسبوع في اسطنبول سيتكثف هذا التعاون خاصة في مجالات الامن والمخابرات حسبما يقول بروس هوفمان من مؤسسة راند للابحاث والتي تمولها الحكومة.