يشكل المثل الأعلى أكثر من مركز قيادي تتمثل فيه القدوة والرمز لكل المثل والقيم والمبادئ العليا في المجتمع فهي اضافة لذلك صمام امان وضمانة اكيدة لزيادة الرصيد الحضاري لمشروع اي مجتمع وبسقوطه تتزعزع المجتمعات وتنهار الحضارات. ولذلك أرسل الله الرسل مع انه من المفترض ارسال ملائكة لكنها لايمكن ان تشكل القدوة او الرمز للبشر ولايمكن ان تشكل تلك الخصوصية البشرية ان صح التعبير التي ترتفع من مستوى الدونية لترتقي الى درجات السمو. ولكي لايظل المثل الاعلى مرتهنا بدرجة من الكمال قدلا يصل اليه كثير من البشر ولان الكمال بحد ذاته ليس مطلبا ملحا وضروريا لصياغة المشروع الذاتي ولكي لايصبح متعذرا على الفرد العادي محاكاة ذلك الكمال بصورته المقدسة فقد تفرع من الانبياء الى اوصياء الانبياء الى ان يصل للذين نهلوا من ذلك المعين بمنتهى الاخلاص والشفافية فهم ليسوا كاملين ولكنهم تخطوا درجة النقص ليتدرجوا الى الكمال واولئك في مجمل فكرهم هم روافد قوة تستند عليها الاجيال في مسيرتها نحو حياة شاءت أقدارهم ان يكون مستقبلهم مرتهنا للحظة التي يصبحون فيها جديرين بانتزاعه من فوهة التحديات, ونظرة لما يشكله المثل الاعلى كرمز في كل مرحلة من حياة الفرد والمجتمع لذلك ينبغي ان يقاس مدى مصداقيته بتطابقه مع خط الانبياء لا ان يقاس خط الأنبياء بتطابقه مع مصداقية فرد ما لكي لانقع في المحظور. فهم اولئك الاشخاص المحصنون بما تشبعوا به من مبادئ ومفاهيم وقيم الهية سامية لايشبوها الزيف لذلك فهم كالمعدن الموصل للطاقة تمتد لتصل الى نفوسنا وعقولنا وتتغلغل به لتكون جزءا منها. ولذلك يسعى اعداء هذه الامة عندما فشلوا في تصفية طلائع مسيرتها لكي يتسنى لهم تصفية مسيرتها يسعون لفرض رموز او مثل عليا دخيلة ومتزعزعة يمكن ان تسهم في ارباك تلك المسيرة على اقل تقدير. فهل يمكن ان يتحول صدام وابن لادن الى مثل اعلى لامة بحجم هذه الامة ومسيرة بعمق مسيرتها؟!!