رصد فيه الكاتب ظاهرة الارهاب من ابعاد مختلفة موزعة على عدة ابواب في شكل دراسة علمية خصص الباب الاول منها عن النفس البشرية من حيث طبيعتها، وكيف ان اختلال التوازن في النفس الانسانية يولد العدوانية كنفس سالبة، ويشخص الشخصية (الارهابية) على ضوئها، على اعتبار ان النفس البشرية تستجيب لكوامن غريزية مجبولة عليها، وثمة عوامل مكتسبة بتأثير الوسط المحيط بها، وهي حالة التوازن، فان فشل في الحفاظ على توازنها يعني ذلك دفع المرء الى السلبية التي يتحكم فيها الهوى والشهوة بخصاميتها الشريرة وهو اتجاه معاكس لقيم الفضيلة، وهي الحالة الايجابية التي مناطها العقل وتحكمها البصيرة، وبين الحالتين السالبة والايجابية تأتي حالة التوازن التي تمثل الوسطية، وان اختلال العامل الوسطي في النفس ينزع بالانسان الى اعمال العنف والعدوانية وميل الى الارهاب والانجراف الى سلوكياته دون تدبر من عقل او رؤية تأويل تكبح عدوانيته الارهابية، ثم ينقل الكاتب ليشخص مفهوم الارهاب وان الجريمة الارهابية تكسب طابع زمانها ويعلل ارتباط الارهاب بالسياسة، وبين ان الأديان السماوية تناهض الارهاب، ويوضح من خلال ذلك ان موقف الاسلام حاسم من الارهاب من اجل المحافظة على المجتمع الاسلامي وسلامة نظمه من العنف واعمال الارهاب وسن لها عضويات مشددة ليبتر شرورها من النفس ويعالج جذورها ويقتلع اسبابها ويستطرد الكاتب من الباب الثالث لبيان اهداف الارهاب وتأثيراته ويستشهد بحادثة تفجيرات امريكا والحرب الدولية لمكافحة الارهاب، وكيف كانت اهداف الارهاب في الستينيات من القرن الماضي تشكل اطارا غير معقد.. حتى اتسع نطاق الارهاب وتعددت الاماكن التي يستهدفها ولم يقف عند نطاق معين الى ان شمل الانسان ومصادر رزقه ومكتسبات حضارته وتعطيل برامج النماء الاقتصادي بعين عمياء، وعقول هوجاء تضرب في اي مكان دون تمييز، مستخدمين المتفجرات والعبوات الناسفة لتنفيذ مآربهم دون عقل او بصيرة طالبه القتل والتدمير واراقة دماء الآبرياء وزعزعة امن الاوطان. ويتساءل الكاتب اين سيصل الارهاب، ويصف تفجيرات الارهاب بانها فاجعة الفواجع مثل تلك التي حدثت في امريكا حيث تعتريها اسرار لم تفك شفراتها بعد ومازال الوقت مبكرا لحل غموضها وماهية ادارتها التي دفنت مع حطام الطائرات ومنفذيها تحت ركام مباني البرجين اللذين سقطا متهاويين بفعل قوة اصطدام الطائرتين. ويتساءل الكاتب.. هل يمكن ان ينام العالم ملء جفنيه معتمدا على وسائل التقنية الحديثة ام ان مسائل اخرى يتطلب ان تكون موضع نقاش ومدار بحث للوقاية من الارهاب، وفي اعقاب تلك التفجيرات قامت ضجة عالمية تنادي بشن حرب ضروس ضد الارهاب، وقد افرد لها الكاتب فصلا كاملا بعنوان عولمة الحرب ضد الارهاب، أم عولمة الامن بمعنى تداخل المعنى بين الحالتين في اشارة الى الحرب ضد الارهاب، قد تكون وسيلة للتدخل في امور الشعوب، وفرض وسائل تدخل في انها تحت مظلة الحرب ضد الارهاب مما خول لامريكا ان تتدخل في شئون الدول وسيكون امن الدول مفاتيحه في يد امريكا ودول التحالف، وهنا تكون العولمة قد اطبقت مخالبها على العالم من باب مكافحة الارهاب والتدخل كمبرر لتحقيق منابعه وستار للاشلاء على مقدرات الشعوب الضعيفة. وفي الباب الرابع يتكلم الكاتب عن الاعلام والارهاب ويبين كيف يمكن ان يخدم الاعلام الارهاب ولو بجزئية ضئيلة وتستبعد بعض المنظمات الارهابية مما تتناقله وسائل الاعلام من التجارب الاخرى المماثلة لها فتتعاون معها وتتبنى اسلوبها الاجرامي وتجنيب الاخطاء التي تقع فيها ويقرر الكاتب ما يجب ان يعيشه صناع القرار الاعلامي من اتخاذ تدابير مدروسة من نقل اخبار الارهاب وتحليل اوضاعه ولو بحد ادنى حتى لاتكون اداة مساعدة من لا ندري. ويصرح الكاتب للكلام عن الارهاب وكيف ان فوائد عديدة من التقنيات الحديثة وتسخيرها للاعمال الشريرة لتحقيق اغراض المتطرفين والغاوين. واخيرا يعرض الكاتب للاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي تعتبر من اهم الانجازات الامنية بين الدول العربية من حيث توحيد النظرة العربية لمكافحة الارهاب بمنظور عربي مشترك بدلا من المعالجات الفردية. الجدير بالذكر ان دار طويق سبق ان اصدرت للكاتب كتابا عن العولمة والامن يتناول معاني الامن في ظل عولمة الاقتصاد من خلال التجارة الحرة.