خلال الايام القليلة الماضية شاهدت في العيادة الخاصة بي عددا من الاطفال المصابين بامراض جلدية ومن بنيها امراض الحساسية الجلدية - وتعتبر الامراض الناجمة عن الحساسية من اكثر الامراض التي تصيب الجلد شيوعا في العصر الحديث - ومن اهم امراض الحساسية الجلدية لدى الاطفال (الاكزيما) حيث تلعب الوراثة دورا في انتقال هذا المرض خاصة من ناحية الام - ويتسم المصاب (بالاكزيما) بسمات مناعية خاصة مثل ارتفاع نسبة الجسم المناعي IGE في الدم ووجود حساسيات اخرى وبدراسة الجهاز المناعي للمريض بما يتضمنه من خلايا واجسام مناعية مختلفة ومواد كيميائية قد تكشف عن وجود اختلافات تتعلق بالدور المناعي الذي تلعبه كل من خلية (لانجرهان) الموجودة في الجلد ومواد بروتينية اخرى تعرف (السايتوكاينز) كما ان بعض الاطعمة مثل اللبن والبيض والقمح والاسماك تلعب دورا اساسيا في الاصابة بالاكزيما وتختلف حالات الاكزيما في طبيعة استجابتها للتغيرات المناخية فبينما تسوء حالة البعض في الشتاء فان البعض الآخر تزداد معاناتهم مع المرض في الربيع والصيف, والتعرض للشمس قد يكون مفيدا لبعض الحالات لكنه ضار وغير مرغوب فيه لحالات اخرى, ويبدأ ظهور المرض عادة في عمر 3 شهور على هيئة طفح خشن به قشور يصيب الوجه خاصة الخدين والعنق والاطراف ويصاحب الطفح حكة جلدية شديدة وقد تظهر آثار الحك بالاظافر في صورة جروح دامية على الجلد وعادة يصبح الجلد في المناطق المصابة اكثر سكما وجفافا وتزداد خشونته وقد اثبتت الابحاث العلمية ان هناك علاقة بين هذه الاعراض وحدتها وكل من درجة جفاف الجلد وبرودة الجو وكثرة الاستحمام اذ يزداد تفاقم الاعراض مع زيادة جفاف الجلد - كما ان انخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء وكثرة الاستحمام يقللان من افراز المواد الدهنية بالجلد فيظهر اكثر تأثرا بظهور الطفح.. وتلعب التحاليل الطبية المعملية دورا في تأكيد التشخيص السليم للحالة لذلك يلاحظ وجود ارتفاع في نسبة الخلايا الحمضية (الازينوفيل) بالدم ويتوقف مقداره على شدة المرض - كما يشهد - معدل الجسم المناعي IGE في الدم ارتفاعات ملحوظا - ويشتمل علاج الاكزيما على شقين رئيسين - يتعلق الشق الاول بالتعرف على العوامل المسببة للحساسية حتى يمكن تجنبها مما يضمن السيطرة على المرض وعدم رجوعه مستقبلا - اما الشق الآخر فيعنى بأنواع العلاجات المستخدمة للسيطرة على التغيرات المرضية بالجلد. @@ استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان