كشفت دراسة حديثة أن موجات الإعلانات غير المرغوب فيها التي تغرق صناديق البريد الإلكتروني قد بدأت تنفر الناس من البريد الإلكتروني. ووفقا للمؤسسة الفكرية "بيو إنترنت" الأمريكية فإن قرابة 25 بالمائة من الناس قالوا: إنهم قلصوا من استخدامهم للبريد الإلكتروني بسبب تلقيهم الكثير من الإعلانات غير المرغوب فيها. ولكن كانت هناك مؤشرات على أن هذه الإعلانات تنجح أحيانا، حيث يقبل عدد كاف من الأمريكيين على العروض التي تقدمها هذه الإعلانات، وهو ما يدفع أصحابها لإرسال المزيد منها. وتقدر نسبة الرسائل الإلكترونية الإعلانية غير المرغوب فيها بحوالي النصف. وقالت ديبورا فالوز، كبير الباحثين في برنامج الحياة الأمريكية للمؤسسة الفكرية "بيو إنترنت" الأمريكية: الناس يحبون البريد الإلكتروني، ويضايقهم بالفعل أن تخرب الإعلانات غير المرغوب فيها هذه المتعة، الناس يمتعضون من تطفل الإعلانات غير المرغوب فيها، ويغضبهم الخداع الكامن فيها، كما يثير حنقهم محتواها المقزز جدا. الاستياء من الإعلانات الاباحية وقد قام الباحثون من أجل إجراء هذا المسح باستطلاع رأي 1380 مستخدما للبريد الإلكتروني في يونيو. وتقول النتائج: إن الزيادة الفائقة التي حدثت مؤخرا في الرسائل الإعلانية غير المرغوب فيها تهدد شعبية وانتشار استخدام البريد الإلكتروني. وقال بعض الناس: إنهم صاروا يقللون من استخدامهم للبريد الإلكتروني، بينما قال ما يقرب من نصف عينة البحث إنهم قد فقدوا جزءا من ثقتهم في الإنترنت. كما ان عدد الرسائل غير المرغوب فيها يؤثر في شعور الناس نحو الإنترنت. فنحو ثلثي العينة قالوا: إن الدخول إلى شبكة الإنترنت صار مزعجا أو غير ممتع بسبب الإعلانات غير المرغوب فيها. ولكن الاستياء الأكبر سببته الرسائل التي تحمل مواد اباحية. وأغلب الآباء والسيدات تضايقهم حقيقة عدم تمكنهم من وقف الصور الفاضحة التي تقفز على شاشات أجهزتهم. وقالت الدكتورة فالوز: النتائج العامة للدراسة صادمة، ولكن البيانات التفصيلية الأخرى أسوأ حول رد فعل السيدات والآباء تجاه الإعلانات ذات المحتوى الاباحي. أزلها فحسب وقد ضاعفت الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وياهو وأميريكان أونلاين من جهودها لوقف الإعلانات غير المرغوب فيها، والمزيد من الحكومات بدأت تسن القوانين التي تواجه الإعلانات الفاضحة. وعلى المستوى الشخصي، فإن أفضل الطرق للتعامل مع الإعلانات غير المرغوب فيها هي إزالتها، حيث يستخدم عدد قليل من الناس موانع الإعلانات التي تعيق غير المرغوب فيه منها. وربما يكون من المثير للدهشة أن الباحثين اكتشفوا أن الإعلانات الفاضحة تنجح بالفعل. فقد قال ثلث عينة البحث إنهم ضغطوا على الرابطة الموجودة في الإعلان لمعرفة المزيد من المعلومات، بينما قال سبعة بالمائة منهم إنهم قد طلبوا بالفعل منتجات أو خدمات من التي تقدمها هذه الإعلانات. وكانت الإعلانات غير المرغوب فيها قد ازدادت بشكل كبير جدا خلال العام الماضي، ففي العام الماضي كانت الإعلانات غير المرغوب فيها تمثل 2.3بالمائة من الرسائل الإليكترونية التي تصل المستخدم، ولكن في مايو من هذا العام بلغت هذه النسبة 55 بالمائة.