تزايدت مؤخرا تصريحات مسئولي جيش الدفاع عن رفع بعض القيود عن الفلسطينيين بدليل انه تم السماح لآلاف العمال الفلسطينيين بدخول المناطق لمباشرة أعمالهم في إسرائيل . و لكن ما قيمة ذلك في الوقت الذي يستمر فيه المستوطنون في قطع المئات من أشجار الزيتون من المزارع الفلسطينية على المنحدرات حول نابلس ! هل يساوي بعض تصريحات العمل ذلك الشعور بالعداء والغضب المتنامي لدى الفلسطينيين بسبب كل تلك الأشجار المقطعة ؟ إن هؤلاء الذين يفعلون مثل تلك الأشياء يكرهون إسرائيل ، كما توجد هوة عميقة بين أفعالهم ومبادئ الدين اليهودي . السبب أن قطع شجرة زيتون يرمز إلى الكراهية المتأصلة لدى هؤلاء المشاغبين ورغبتهم في طرد جيرانهم . انه فعل مقزز يمكن اعتباره هو الآخر نوعا من الإرهاب . و سياسيا : فاننا نرى أن اكثر المستوطنين تطرفا يفعل ما يشاء بلا أي رادع . فقوات جيش الدفاع تعلم من خبراتها السابقة انه مع اقتراب موعد حصاد الزيتون تزداد مثل تلك الانتهاكات والاعتداءات إلا أنها لا تقوم بأي خطوة إيجابية تجاه ذلك 0 تكتفي بإرسال فرقة أو اثنتين للمزارع ؛ و لكن لم ولن يتم اعتقال أي شخص . بالرغم من أن التطرف بين المستوطنين يوجد الإرهاب الفلسطيني . النتيجة أن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تكون فقط ضد حماس والجهاد الإسلامي وإنما أيضا يجب أن تكون ضد العصابات التي تقطع أشجار الزيتون . خطورة مثل هؤلاء تتمثل في انهم لن يسمحوا أبدا لجو من الهدوء أن يخيم على المناطق . و هذا يجعلهم -هم الآخرون- بنية تحتية للإرهاب . ثمة شيء ما يحدث الان بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، يبدو انهم في طريقهم للعودة للمفاوضات من جديد أو هكذا يحرص الجانب الإسرائيلي على التأكيد على فكرة استمرار تقدم المفاوضات لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون برئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بوزير المالية الفلسطيني سلام فياض . و لكن حتى الآن لا يوجد لدى الجانب الإسرائيلي أي مقترحات او عروض جديدة للفلسطينيين . كما ان قريع لن يأتي الا ببعض الافكار القديمة المستهلكة مؤكدا على ضرورة التزام كلا الجانبين بوقف اطلاق النار و لكن كالعادة بدون التعهد الحقيقي بمكافحة الإرهاب لن تكون الهدنة بين الجماعات المسلحة و إسرائيل و انما بين اسرائيل و السلطة الفلسطينية التي ستظل تعاني العمليات المسلحة التي لا تستطيع التصدي لها وبالتالي فلا يوجد أي معنى لتلك الهدنة . لا يريد احمد قريع ان يبدأ اعماله كرئيس للوزراء بصدام مع حماس والجهاد الاسلامي و لكنه ان لم يفعل فانه سيخالف أهم شروط خارطة الطريق و هو القضاء على البنية التحتية للارهاب . وبينما تطالب اسرائيل الفلسطينيين بمكافحة الارهاب المسلح لجماعات مثل حماس و الجهاد فيجب على اسرائيل هي الاخرى التصدي لهذا الارهاب الاسرائيلي للفلسطينيين الأبرياء في المناطق ، فإن هؤلاء يشعلون نار الكراهية في القلوب مما يبعدنا كثيرا عن أي فرصة حقيقية للسلام. هاأرتس