ان الغرض الاساسي من التقييم (النيوروسيكولوجي) هو التوصل الى استنتاجات عن الخصائص البنيوية والوظيفية لمخ الإنسان من خلال تقويم سلوك الفرد في مواقف مثيرة استجابة محددة ومعرفة. ويعتمد التقييم (النيوروسيكولوجي) على الاختبارات الموضوعية المقننة والتي تقدم فيها مثيرات محددة في ظروف مضبوطة لاستشارة استجابات سلوكية نوعية محددة. ولعل هذا هو اهم ما يميز التقييم (النيوروسيكولوجي) الحديث عن التقييم السلوكي التقليدي الذي يقوم به (النيورولوجي الاكلينيكي) من خللا الملاحظة الطبيعية ومقاييس التقدير، وعليه فان التقييم (النيوروسيكولوجي) ييسر دراسة الخصائص السلوكية التي تستعصى على الملاحظة (اكلينيكية) وعلى الرغم من ان التقييم (النيوروسيكولوجي) يختلف عن التقييم (الاكلينيكي) بمعناه العام بقدر كاف يسمح باعتباره مجموعة من الاجراءات المتمايزة، الا ان المنهجين يتشابهان في ان كلا منهما يتناول السلوك. فأدوات التقييم (النيوروسيكولوجي) برغم انها تعمل على تقييم ديناميات الاضطرابات في الادراك والذاكرة او تكوين المفهوم بقصد تقييم التلف العضوي (الدماغي) والاضرابات في الوظائف العقلية، فانها تستهدف ايضا دراسة الجوانب الانفعالية في ديناميات الشخصية. وهناك الكثير من الاختبارات التي لم تعد اصلا للتقييم (النيوروسيكولوجي) ولكن يمكن الافادة منها في فحص وظائف (نيوروسيكولوجية) فمثلا مصفوفات رافن التي يشيع استخدامها للحصول على تقدير لمستوى الذكاء هي ايضا اختبار للادراك البصري وللاستدلال المجرد، وكذلك اختبار تفهم الموضوع (t.a.t) من الممكن الحصول على تقدير للكفاءة العقلية من القصص التي يستجيب بها المفحوص لصور الاختبار وكذلك ايضا عند تصحيح استجابات اختبار الرور شاك. وبالطبع فان مقياس وكسلر ومقياس ستانفورد بينيه فان الاختبارات الفرعية الخاصة بهما يمكن استخدامها على نطاق واسع في التقييم (النيوروسيكولوجي). ففي الصورة الرابعة من مقايس ستانفورد بينيه يمكن ان يسهم في هذا المجال بطريقتين: 1- تقديم مدى واسع من صعوبة الفقرات لاختبار المرضى الذين يعانون من خلل او تلف خطير الى الحد الذي يعجزون فيه عن النجاح في الاستجابة لعدد من فقرات مقياس وكسلر. 2- تشكل فقرات كثيرة من المقياس تعد اختبارات ممتازة لوظيفة او لمهارة من الوظائف او المهارات التي يتم فحصها عادة في التقييم (النيوروسيكولوجي) كالذاكرة والادراك وتكوين المفهوم..الخ. وسوف اورد هنا مثلا توضيحيا في كيفية استخدام مقياس بينيه الصورة الرابعة في التقييم النيوروسيكولوجي. فعند تقييم وظائف الذاكرة فان الحد الادنى يتعين ان يشتمل على مدى الاحتفاظ الفوري، دوام وثبات المدى اللفظي للمواد ذات المعنى، كفاءة التعلم، وكفاءة استدعاء كل من المعلومات المتعلمة حديثا والمعلومات المختزنة منذ زمن (الذاكرة البعيدة)، فان مقياس بينيه الصورة الرابعة يمكن ان يكون بداية جيدة لاختبار وظائف الذاكرة فهو يقيس مباشرة: 1- مدى الاحتفاظ الفوري (اختبار إعادة الأرقام). 2- دوام وثبات المدى اللفظى (اختبار الفهم). 3- الذاكرة طويلة المدى ذات المعنى (اختبار تذكر الجمل). ان استخدام الاختبارات السيكولوجية للتعرف على الخلل الذهني يقوم على أساس وجود قصور فارق في الوظائف المختلفة، وهو ما ينعكس في تحليل الفروق الداخلية وأنماط تشتت الصفحة النفسية ومعامل التدهور العقلي فضلا عن التحليل الكيفي والذي يهمله كثير من الاخصائيين. @@ محمد محمد عودة اخصائي نفسي