توقعت دراسة حديثة صدرت بابوظبي مؤخراً أن تصبح المعلومات في القرن الحادي والعشرين الركن الرابع في العملية الإنتاجية، بل وتتجاوز الأركان الثلاثة الأخرى (الملكية ورأس المال والعمال) في الأهمية مشيرة الى انه إذا كان الشعار السابق هو (من غير التعليم لن تجد عملاً)، فإن الشعار القادم سيكون (من غير معلومات لا فرصة للمنافسة). وقالت الدراسة التي اعدها الباحث السعودي ابو بكر سلطان محمد اول من قام باول تطوير لنشر القرآن الكريم على كتاب الكتروني محمول، والتي نشرها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجة بابوظبي والذي خصص لها العدد 77 من سلسلته الشهيرة (دراسات استراتيجية) بعنوان (التحول الى مجتمع معلوماتي ... نظره عامة : قالت ان المنتظر أن تحدث قفزات أعلى في تقنية المعلومات وانتشار أوسع خلال السنوات القادمة، وستصبح اللبنة الرئيسية في التجارة العالمية، وستقوي من شأن اللامركزية في الحكومات، وتمثل ثورة المعلومات أكثر التحولات العالمية تأثيراً في حياتنا منذ الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر. واعتبرت الدراسة ان المعلومات وحدها ليست القوة، بل القوة هي التمكن من الحصول على أجزائها ومعالجتها واسترجاعها، وذلك بإجادة استعمال أدوات تقنية المعلومات مثل: الحاسوب والبرمجيات والإنترنت وأجهزة الاتصالات الحديثة. والتقنيات وحدها لا تكفي، بل كذلك الاهتمام بالعلم وبالعنصر البشري متمثلاً في العلماء والمهندسين والتقنيين، ووعي المجتمع بأهمية التحول إلى مجتمع معلوماتي، ووعي صانعي القرار بضرورة وضع السياسات والتشريعات اللازمة وتبني عملية التحول. الدراسة وبهدف تكوين تصور عام للمجتمع المعلوماتي وفهم للظاهرة المعلوماتية والوعي بها حاولت إلقاء نظرة عامة على التحول الكبير للمجتمع الإنساني في شتى بقاع الأرض إلى (مجتمع معلوماتي)، وتحليل هذه الظاهرة الحديثة، وتبيان مغزاها وآثارها، بالاعتماد على توثيق الأرقام والمؤشرات الإحصائية. وتقدم الدراسة تعريفاً لتقنيات المعلومات والاتصالات وآثارها الاقتصادية، وتحرير محاورها الثلاثة وبزوغ ما يسمى ب (المواطن الشبكي). كما عملت على استشراف الشكل المستقبلي للمجتمع المعلوماتي والأجيال الجديدة من تقنيات المعلومات، وآثار الثورة المعلوماتية الإيجابية في الصناعة والأعمال التجارية والأبحاث العلمية وفي المكاتب والمنازل وقطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة، ثم تعرج إلى اتجاه الدول المتقدمة الغنية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا واليابان للتحول المتسارع إلى المجتمع المعلوماتي، وكذلك تجربة ماليزيا بوصفها إحدى الدول النامية، وموقع الدول العربية إزاء هذا التحول الخطير. وناقشت الدراسة سلبيات الثورة المعلوماتية مثل: ضعف الأمن، وانتهاك الخصوصية، وقضية الهوة المعلوماتية بين الفقراء والأغنياء (سواء أكانوا دولاً أم أفراداً)، وهل هي في ازدياد أم في تناقص؟ واقترحت الدراسة استراتيجية للمساهمة في التقليل من انهيار وتخلف المجتمعات التي تزداد الهوة المعلوماتية لديها والتي ستنال آثارها السلبية ليس هذه المجتمعات الأقل نمواً فقط، بل أيضاً جميع من على وجه الأرض؛ ما يجعل التحول إلى مجتمع معلوماتي ضرورة ملحة. ويؤكد الباحث أن هذه الدراسة قد كتبت بالعربية لبيان أهلية هذه اللغة كإطار للعلوم والتقنية والمصطلحات المعلوماتية، وكمثال عملي على كيفية المحافظة على الهوية والخصوصية أمام التحديات التي تفرضها العولمة، واستعملت في الدراسة أحدث الإحصاءات المتوافرة دولياً لتوثيق البيانات وللوصول إلى الحقائق ولزيادة الوعي بعصر المعلومات الرقمي.