جمهور الأهلي مدين للمحترف الأجنبي كاريوكا الذي ترك بطرده المبكر ببطاقة الحكم خليل جلال الحمراء خللاً كبيراً في المنظومة الفنية والنفسية لفريقه ( فريق النصر ).. فالأهلي الذي سجل في تلك المباراة الهزيمة الأولى للنصراويين في مسابقة دوري هذا الموسم على أرضهم وبين جماهيرهم.. ما كان ليسلم مع تقدمه بهدفين مقابل لا شيء من نتائج محاولات الضغط النصراوية التي واجهها في فترات من الشوط الثاني لولا غياب كاريوكا المؤثر.. فالنصر لم يستكن رغم الفارق السلبي في العدد والنتيجة.. إلا أنه ظل بحاجة إلى مستثمر في خط المقدمة!.. فقد باءت كل محاولاته الهجومية بالفشل.. فاللمسة الأخيرة ظلت غير موفقة إن لم تكن سيئة عدا حفنة من اللمسات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة تعتبر جيدة ( شكلاً )، وغير جيدة (مضموناً)!. التحية التي يستحقها كاريوكا من جماهير الأهلي كادت أن تكون تاريخية، وكبرى.. لو حدث أن كانت الفعالية الهجومية للفريق الأهلاوي في مستوى فرص المباراة، أو كان اللقاء مصيرياً فكانت النتيجة فاصلة لتحديد الطرف الرابع في المربع الذهبي، أو الطرف الثاني في اللقاء النهائي.. أو الفائز باللقب!.. لذا فإن ما جرى درس لكاريوكا، ومع أن اللقاء ليس نهائياً.. إلا أنه لم يكن سهلاً!.. فالمذكور هو أبرز الأسماء الموجودة في التشكيلة النصراوية.. لكونه أحد العناصر الأساسية، ولكونه لاعباً أجنبياً ينتظر منه ويعتمد عليه، ولكونه أحد أبرز اثنين في تشكيلة النصر من حيث الفعالية الهجومية!، أما الأثر المترتب على سلوكه.. فبالطبع كان صعباً في نفوس النصراويين.. لأنها الخسارة الأولى للفريق في دوري هذا العام.. والخسارة الأولى يبقى لها طعم مختلف خصوصاً إذا تأخرت إلى مشارف نهاية القسم الأساسي الأول من منافسات الدوري!، ويزيد من المرارة كونها على أرض الفريق وبين جمهوره!، ويعمقها أكثر أن تكون في أمسية رمضانية!. ومسألة أن تخسر الفرق للمرة الثانية أو الثالثة.. بهدف أو هدفين أو حتى ثلاثة.. على أرض المنافس أو أرض محايدة أو على أرضها وبين جماهيرها.. مسألة اعتيادية مألوفة وطبيعية ولا تستحق التوقف عندها.. حتى وإن كانت في أمسية رمضانية.. أو على وجه العيد.. لكن المسألة في أسبابها.. فإن كانت لذات السبب الذي حدث من شخص محترف تكلف النادي الكثير من أجل استقدامه، وبسبب سلوكي أخلاقي وليس بسبب فني ممكن وقوعه من أي اسم محترف أو غير محترف.. أجنبي أو غير أجنبي.. تبقى مستحقة للبحث والمساءلة.. فالذي يخطئ بهذه الكيفية غير المقبولة وفريقه في بر الأمان.. ضمن مقدمة الفرق، وعلى أرضه، وبين جمهوره، وفي منتصف المشوار وليس في وقت حساس من نهايته.. قد يتسبب في وقوع خطأ مماثل في فترة حرجة من المنافسة لا مجال بعدها للتعويض!.. هل هذا ما ينتظره جمهور النادي من المحترف الأجنبي في فريقه.. خصوصاً في مسائل السلوك والامتثال للنظام؟.. هذه هي المشكلة التي تؤثر في الجمهور مع نتيجة الهزيمة، وهو ما لا يعذر معه عنصر من عناصر الفريق في مستوى " كاريوكا " الذي تخلى عن التزامه تجاه ناديه وفريقه وجمهوره وسمعته الشخصية وعقد العمل الذي جاء به إلى هنا.. ولو كان ما بدر منه هو مما يخضع لمسألة تقدير الحكم في حالة مخاشنة.. لكان من الممكن أن يجد له المتابع عذراً يغض معه الطرف عما ترتب على ذلك من طرد وإخلال بتوازن الفريق ثم تعميق النتيجة وأخيراً التعرض للهزيمة الأولى التي في رأيي لم يكن لها ما يبررها من الناحية الفنية.. فالأهلي الذي يستحق بشكل عام الفوز كفريق جيد.. لم يكن (خصوصاً) في الشوط الثاني بالمنافس الذي كان أحق بنقاط اللقاء.. فالنصر أبدى مقاومة جيدة في ذلك الشوط.. غير أن الخلل المترتب على الطرد كشف الفريق وبقية لاعبيه!. والتحية ليست لكاريوكا فقط.. فكثيرون يستحقون تحية جماهير الفرق المنافسة.. إلا أن التحية الأهلاوية الخاصة لكاريوكا تظل من نوع خاص.. للأسباب المذكورة أعلاه، وأيضاً لكونه خبرة أجنبية استجلبت لغير ما فعل ليلة السبت الماضي.. فهل تكون آخر تحية له هذا الموسم من جماهير الأندية المحلية؟!.